المغرب يرفع وتيرة تلقيح السحب للرفع من التساقطات المطرية
زنقة 20 | الرباط
في ظل أزمة المياه التي تمر منها البلاد ، و تراجع كبير في حقينة السدود ، اتخذت الحكومة مجموعة من التدابير الاستعجالية لضمان الأمن المائي.
و لعل أبرز ما يعول عليه المغرب لتحقيق التوازن في الثروة المائية، هي عمليات الاستمطار الصناعي في إطار البرنامج الوطني الذي يهدف إلى رفع نسبة الأمطار أو الثلوج باستعمال تقنية تلقيح السحب.
وفي هذا الصدد، قرر المغرب الزيادة من عمليات تلقيح السحب بشكل كبير مؤخرا، حيث يتم قصف السحب بمواد موجودة في الهواء عادة كيوديد الفضة أو الثلج الجاف، والتي تعمل كنواة لتكثيف السحب وتغير العمليات داخل فيزيائهم الدقيقة.
منذ الصيف الماضي، وسع المغرب عملياته لتشمل المزيد من المناطق ضمن برنامج “الغيث”، المطبق في بعض المناطق منذ الثمانينات، والذي يهدف إلى استمطار السحب المسببة لهطول الأمطار حيث أن النتائج التي تم الحصول عليها من خلال هذا البرنامج كانت كبيرة، مما دفع المغرب إلى تطبيقه في مناطق جديدة.
وتشير الدراسات إلى أنه بفضل تلقيح السحب الذي يتم تنفيذه بين نونبر وأبريل بحوالي 22 عملية، ارتفعت مستويات هطول الأمطار بنسبة تتراوح بين 14 و17 بالمائة ولهذا السبب، تقرر زيادة عمليات البرنامج الذي استثمر فيه نحو 160 مليون درهم ما بين 2021 و2023.
وتساهم هذه العملية في الزيادة في التساقطات المطرية أو الثلجية بنسبة تتراوح بين 14 و17 في المائة وقد تم البدء بهذا البرنامج سنة 1984 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني وبشراكة مع الولايات المتحدة عقب توالي سنوات الجفاف.
وكان المغرب قد نفذ بين نونبر ودجنبر من السنة الماضية، خمس عمليات تلقيح للسحب، بهدف الرفع من كمية التساقطات إلى نسبة أقصاها 17 بالمائة، وتبقى الجهة المخول لها القيام بهذه العمليات هي القوات المسلحة الملكية عن طريق طياريها العسكريين وخبرائها التقنيين، إلى جانب عناصر الدرك الملكي، عبر برنامج يسمى “غيث”.
وعادة ما يختار المغرب منطقة الأطلس لتنفيذ هذه العملية عبر 3 محطات هي بني ملال والحاجب وأزيلال على اعتبار أنها تعرف تشكل السحب المناسبة لعملية التلقيح، وتتطلب تنسيقا بين مصالح الأرصاد الجوية والدرك الملكي اللتان تحددان، عبر إمكاناتهما التقنية واللوجيستية وانطلاقا من تنبؤات الأقمار الاصطناعية، الموعد المناسب للتنفيذ، قبل أن يأتي الدور على القوات الجوية التي تلقح السحب بمادة “يودير الفضة” أو ملح “كلورير الصوديوم”.