زنقة20ا الرباط
أصبحت السعيدية إحدى المحطات السياحية الأكثر جاذبية في البحر الأبيض المتوسط، خلال العقد الأخير بفضل الجاذبية الممتازة، حيث الشواطئ رائعة وكرم الضيافة، كما ترتبط المحطة السياحية بمطارين دوليين بكل من وجدة والناظور.
وتعد مدينة السعيدية من المدن المغربيّة الساحلية الشهيرة، وتلقّب بـ”الجوهرة الزرقاء” نسبةً لشاطئها أزرق اللون، وعُرفت قديما باسم قلعة عجرود.
الموقع الجغرافي للجهورة الزرقاء.. السعيدية
وهي مدينة بإقليم بركان بجهة الشرق تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في الشمال الشرقي للمملكة المغربية، وتقع المدينة على بعد 22 كلم شمال بَرْكان و 100 متر من الحدود الجزائرية وتبعد على مدينة الرباط 549 كلم، وتتميز بمناخها المعتدل طيلة شهور العام، لذلك تُعتبر من المناطق السياحيّة المشهورة في المغرب، فتحتوي على ميناء بحري، ومجموعة من المطاعم، والفنادق، والمناطق الترفيهية، فيزورها في العام الواحد المئات من السيّاح من حول العالم.
وتأوي المدينة أزيد من 9000 نسمة وتعد من المنتجعات السياحية المغربية الواعدة، حيث تمتلك المدينة عشرات الكيلومترات من شواطئ رملية صفراء والمناخ المثالي طوال السنة، مما دفع العديد من الشركات السياحية أ، تُمول مشاريع سياحية وتشييد مئات الفيلات على مساحة 750 هكتار.
نشأة مدينة السعيدية
كانت مدينة السعيدية تعرف قديماً باسم قلعة عجرود نسبةً للقلعة القديمة التي أنشئت فيها، وتمّ تأسيس مدينة السعيدية في عام 1548م، وسكنها المغاربة الأصليون، وظلوا فيها حتى الآن، وقام السلطان المغربي الحسن الأول بإنشاء قلعة فيها، وتحتوي السعيدية على مجموعة من المساجد ذات العمارة العربية، والإسلامية المميزة.
في عام 1913م احتلّها الاستعمار الفرنسي الذي سيطر على كافة أراضي المغرب، وأعلنت فرنسا مدينة السعيدية منطقةً تابعة للجيش الفرنسي، وللمحمية الفرنسية في المغرب، مما جعل أهل السعيدية يثورون على الجيش الفرنسي الذي واجههم بالقوة، وبعد انتهاء الاحتلال الفرنسي للمدن المغربية، أُعيدَ إعمار مدينة السعيدية مجدداً، لتتحوّل خلال سنوات قصيرة إلى مكان من الأماكن السياحية المهمة في المغرب.
ومن المعالم التاريخيّة لمَدينة السعيدية قلعة عجرود وسوق شرم التجاري، والذي كانت تنتشر فيه التجارة بمختلف أنواعها، وتميّز هذا السوق بأنه كان يُعقد يومي الأحد، والأربعاء من كل أسبوع.
قلعة عجرود
بُنِيَتْ قصبةُ عجرود أو قصبةُ السعيدية في سنة 1883 مـ على حافة وادي كيس بمنطقة أولاد منصور ببني يزناسن، قريبا من شاطئ مدينة السعيدية بإقليم بركان في أقصى شمال شرق المغرب.
وعُرِفت إبان تأسيسها بالقصبة السعيدة تشكلها أسوار مربعة يبلغ طول كل واحد منا حوالي 100 متر، بعلو حوالي 6 أمتار، وبداخلها بعض الأكواخ العشوائية.
ومنذ 1909، بنيت حولها بعض المتاجر التي شكلت في الماضي نقطة التقاء لاستقبال السلع القادمة من موانئ الجزائر إلى مرسى ابن مهيدي لتعيد توزيعها بالمغرب.
وصُنِّفت القصبة ضمن الآثار الوطنية بموجب قرار وزيري بتاريخ 28 أكتوبر 1952 منشور بالجريدة الرسمية رقم 2090 بتاريخ 14 نوفمبر 1952.
الحياة العامة في مدينة السعيدية
يعمل سكان مدينة السعيدية في العديد من المهن المختلفة، ومن أهمها: الصيد البحري، فيتمّ توفير العديد من أنواع الأسماك خلال شهور العام، وخصوصاً أثناء فترة الصيد، فتنتشر المصانع التي تهتم بتعليب، وحفظ الأسماك المعلبة من أجل استهلاكها، وتصديرها للمناطق المغربية الأخرى، ولدول العالم.
إنّ سكّان مدينة السعيدية اهتموا بالعمل الزراعي، فتنتشر فيها الكثير من الأراضي الزراعية الخضراء، والتي تُثمر العديد من أنواع الحبوب، والفواكه، والخضروات، مثل: القمح، والموز، والبرتقال، وغيرها، ويحرص سكان السعيدية على التعريف بمدينتهم، من أجل استقطاب السياح لها من مناطق المغرب الأخرى، ومن كافة دول البلدان، فتقام بها العديد من الاحتفال التي تحتوي على الموسيقى، والرقص التقليدي الذي يجذب السياح لمشاهدتهِ.
السياحة رافعة إقتصادية للجوهرة الزرقاء
يتجاوز عدد السياح ربع مليون سائح ممن يزورون السعيدية في فصل الصيف من كل عام، وذلك بسبب طبيعة شاطئها المشهور، مما شجع العديد من الشركات السياحية على الاستثمار في مدينة السعيدية، من خلال تقديم عروض السفر لها، وتوفير حجوزات الفنادق، لذلك تعتبر السعيدية مدينةً سياحية، وتنموية للاقتصاد المغربي.
وجرى تدشين منتجعات السعيدية في 19 يونيو 2009 من قبل العاهل المغربي محمد السادس، إذ تحتضن واحدا من أكبر الموانئ الترفيهية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ويعد هذا الفضاء الأزرق بمثابة دعوة لقضاء أوقات آسرة وممتعة.
وتتولى «شركة السعيدية للتنمية» تطوير منتجعات هذه المدينة، من خلال استغلال مجموعة من الأراضي المخصصة لاستيعاب الفنادق والعقارات والإقامات السياحية والفضاءات التنشيطية والترفيهية. كما أن من بين مهامها إدارة وتطوير ملعب الغولف والمارينا ومركز التسوق الخاص بالمنتجع.
والهدف من كل ذلك جعل منتجعات السعيدية مجمعا سياحيا يقدم خدمات سياحية عالية الجودة، فضلاً عن الوصول إلى بنية تحتية متطورة وفق المعايير الدولية.
بالنسبة للمنطقة الشرقية للمغرب، فإن مدينة السعيدية تشكل لوحدها 47 في المئة من الطاقة الإيوائية للسياح، وهو ما أكدته وزارة السياحة خلال تقديم خريطة الطريق الجديدة لقطاع السياحة الممتد من 2023 إلى 2026 وبالأرقام فإن الجوهرة الزرقاء تتوفر على طاقة إيوائية تبلغ 6500 سرير.
نجاح هذه المدينة سياحيا، بعد أن بوأها مراتب متقدمة في سلم جذب الزوار من مختلف بقاع العالم، جعل الهدف الهدف في المستقبل القريب هو جعل السعيدية كمحطة سياحية محركا لتنمية الجهة الشرقية بأكملها.
ويبرز طموح القائمين على السياحة في توفير عروض متنوعة تجذب السياح على مدار السنة، تلعب فيها المناطق الخلفية الغنية والمتنوعة دورا رئيسيا.
وتضم المدينة عددا من المرافق السياحية والتي أُنشئ أغلبها ما بين الفترة الممتدة من 2008 إلى 2010. والتي تتواجد بما يسمى (مارينا السعيدية) والتي تحتوي أيضاً على ميناء ترفيهي وعدد من الوكالات التجارية والمطاعم. وقد فازت السعيدية سنة 2015 باللواء الأزرق. على غرار سنوات خلت.
قائمة الشواطئ الساحرة في مدينة السعيدية
شاطئ الشريط الذهبي:
هو عبارة عن خليج جميل، يضم حوالي 14 كم من الرمال الناعمة وتعرف السعيدية بجيل جديد من المنتجعات العصرية التي تمتاز بسحرها المغربي.
ويمكن للزوار التجول تحت أشجار الميموزا والأوكالبتوس التي تصطف على الشاطئ ، وأخذ حمامًا شمسيًا وغوص في المياه الشفافة التي تدعوا المصطافين للاسترخاء.
شاطئ المنطقة الشمالية:
يعد مكانا رائعا للمتعة البحرية، حيث هناك مدارس للإبحار والغوص والتزلج على الماء، وفي المنطقة المجاورة، هناك مطاعم ومقاهي ومحلات تجارية.
ويتم تقديم مجموعة كاملة من الأنشطة والخدمات المتنوعة لضمان حصول الزسياح على عطلة لا تنسى في موقع أنيق مع مرافق حديثة.
مشاريع ملكية اجتماعية واقتصادية كبيرة بالسعيدية
قام الملك محمد السادس، في صيف سنة 2008 بإطلاق العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، التي تهدف إلى تنمية وانتعاش المنطقة.
وهكذا، أعطى الملك محمد السادس، انطلاقة أشغال توسيع الرصيف الوقائي الجديد للميناء الترفيهي لمحطة السعيدية، التي رصد لها غلاف مالي إجمالي يبلغ 300 مليون درهم.
كما اطلع الملك على مشروع تقوية تزويد مدينة السعيدية، ومركبها السياحي بالماء الشروب، الذي رصد له غلاف مالي إجمالي بقيمة251 مليون درهم. وفي اليوم نفسه
واطلع عاهل البلاد على البرنامج السكني المندمج “تريفة”، لإعادة إسكان قاطني دور الصفيح بالمدينة، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 120 مليون درهم.
وأشرف الملك محمد السادس، أنذاك على وضع الحجر الأساس لبناء مستشفى محلي أشرفت على إنجازه وزارة الصحة باستثمارات إجمالية تقدر ب 60 مليون و 573 ألف درهم منها أزيد من 44 مليون درهم للبناء.
وجاء تشييد ويأتي ت البنية التحتية الاستشفائية تجسيدا لأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامية إلى تحسين جودة الخدمات الصحية الاستشفائية لساكنة المدينة والرفع من مستوى التأطير الطبي بالمنطقة سواء من حيث الكم أو الكيف وكذا ومواكبة التطور العمراني والسياحي الذي شهدته مدينة السعيدية.
“السعيدية ميد” .. مشروع ضخم يؤهل مدينة السعيدية لمنافسة أكبر الوجهات السياحية المتوسطية
وعمدت فنادق “محطة السعيدية ميد” السياحية إلى تقديم عروض مغرية للسائحين الأوروبيين، من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن منهم ومنافسة الوحدات السياحية للجنوب الإسباني.
وتقدم الوحدات الفندقية لمحطة السعيدية ميد السياحية عروضا عائلية تبتدئ من 1000 إلى 1500 درهم، شاملة للوجبات اليومية الثلاث والمشروبات السائلة، عبر باقات شاملة لكل هذه الخدمات.
وينصب العمل على تعزيز النشاط السياحي في المحطة السياحية ميد للسعيدية، عبر عروض متكاملة تجمع بين الترفيه وجودة الخدمات بأسعار تنافسية، سواء للسياح الأجانب أو المغاربة.
وتعتبر السعيدية محطة سياحية قريبة من الأسواق الأوروبية الرئيسية، وتوفر أسعارا معقولة مقارنة مع المحطات السياحية الأخرى، وتمكن من منافسة الوجهات الأخرى بالبحر الأبيض المتوسط، خاصة تونس وتركيا.
ومحطة “السعيدية ميد” تتوفر حاليا على بنيات تحتية هامة ذات جودة عالية. حيث يتواجد ملعب للغولف، وميناء ترفيهي “مارينا” وفنادق ذات معايير بسعة 4000 سرير، مما يجعل من مدينة السعيدية، التي تتوفر على مؤهلات سياحية هامة، تتجه إلى أن تكون في مصاف الوجهات الكبرى السياحية الوطنية..
ويراهن المهنيون على أن تقترب مدينة السعيدية، خلال السنوات العشر المقبلة، من الأنشطة السياحية المحلية، مثل السياحة القروية والواحاتية بالمدن الصغيرة، خاصة فكيك، لإعادة تشكيل العرض السياحي بالمنطقة، عبر عروض تمتد على طول العام وتستقطب سياحا من أوروبا الجنوبية ودول إسكندنافيا.