زنقة 20 ا الرباط
بعد إعلان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، فتح حوار مع الأساتذة المضربين، وتقديمه لضمانات لحل المشاكل العالقة حول النظام الأساسي وتجويده، وتلميحه بإمكانية مراجعة الإقتطاعات في حق المضربين وذلك لعودة التلاميذ للدراسة في إطار حوار بناء ومسؤول، اختار الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أحد زعماء الأغلبية الحكومية، “التصعيد” ضد النقابات والاساتذة محملا إياهما المسؤولية في ما يقع.
وأثارت التصريحات التي أطلقها يوم أمس وهبي جدلا واسعا في صفوف النقابات، حيث حملها “مسؤولية ما يقع من إضرابات الأستاذة في قطاع التعليم رغم فتح الحكومة مسلسل الحوار معها”، مؤكدا أن “هناك شيء غير عادي يقع”.
وقال وهبي، وزير العدل، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في كلمة له في الإجتماع الموسع للأغلبية الحكومية أمس بالرباط، إن “النقابات التي تجلس مع الحكومة على طاولة الحوار عليها أن تتحمل مسؤوليتها أيضا في فتح حوار مع الأساتذة المضربين”.
وأكد وهبي أن “وزير التربية الوطنية والتعليم الوالي والرياضة شكيب بنموسى فتح حوار مع النقابات منذ توليه المسؤولية والنقابات كانت تطلع على كل التفاصيل ووقعت على الإتفاق لكن ماذا حدث”، مشيرا إلى أن النقابات حلفاؤنا إجتماعيين يعملون معنا بشكل تشاركي وكل سنة تتعهد الحكومة في الزيادة في الأجور بمبالغ تقدر بالملايير، حيث وصلت إلى 9 مليار الدرهم لكن لازال هناك مشكل”. مشددا على أن 40 ألف أستاذ مضربين عن العمل و 280 ألف يريدون الحوار ولم يشاركوا في الإضراب”.
وتابع وهبي بالقول: “على النقابات التي تتفاوض معها الحكومة من منطلق موقعها الدستوري والقانوني يجب أن يتحمل مسؤوليتها في مساندة الحكومة في مواجهة هذا النقاش ويجب أن تقف معنا كما نقف معها كل مناسبة يفتح فيها حوار”.
وقال وهبي إن “وزير الشغل والتعليم شهور وهما في الحوار مع النقابات.. ماذا وقع ولماذا تراجعوا عن الإتفاق الذي أبرم مع الوزير شكيب بنموسى؟”.
وأكد وهبي بنبرة حادة أن “الحكومة في موقع قوة “وخصها تضرب الطابلة” على النقابات التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها، لأن ماقامت به الحكومة في ظرف سنتين لم يقم به أحد في العشرة السنوات الأخيرة ولا يمكن لأي أحد كيفما كان أن يقول بلي ذراع الدولة “.
ودعا وهبي وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى إلى “فتح الحوار مع المضربين بعد عودتهم لمقرات عملهم وفي حالة عدم الحصول على الحل يجب سحب 9 مليار درهم المقدمة للنقابات وضخها في الدعم الإجتماعي وفتح حوار في المستقبل معهم على أبعد تقدير بعد سنتين” على حد تعبيره.
تدخلات وهبي في لقاء الاغلبية المثيرة للجدل ، لم تطل فقط الاساتذة ، بل وصلت الى أعضاء الحكومة ، حيث قال في ذات اللقاء أنه ينتقد عمل الوزراء بسبب عدم انفتاحهم على النواب والمستشارين البرلمانيين والإنصات لمقترحاتهم من أجل تجويد العمل الحكومي.
كلام وهبي حول أعضاء الحكومة ، لم يرق لعديد من النواب البرلمانيين المنتمين لأحزاب الأحرار و الإستقلال ، حسب ما عاينه موقع Rue20 ، فيما نال تصفيقات من نوابه المنتمين لحزب الأصالة و المعاصرة.
وبالعودة لتصريحات وهبي حول إشكالية النظام الأساسي ، اعتبرها أساتذة مضربون بأنها مستفزة ، مقابل رسائل الطمأنة التي بعث بها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، مؤكدا حسن نية حكومته لتجاوز أزمة الإضرابات المستمرة منذ أزيد من شهر.
وقال رئيس الحكومة، خلال ذات الاجتماع أنه شكل لجنة مكونة من كل وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، ووزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية فوزي لقجع، لحل الإشكاليات المطروحة بهذا الشأن.
وحث رئيس الأغلبية الأساتذة إلى العودة إلى أقسامهم، مؤكدا استعدادا الحكومة للاستماع لمختلف مطالبهم. وأضاف أنه سيترأس الاجتماع الأول لهذه اللجنة، وسيسهر على تتبع مجريات باقي الاجتماعات إلى أن يتم الوصول إلى الحلول، وفقا لإمكانيات الدولة.
وخاطب رئيس الحكومة النقابات والاساتذة بالقول : ” إيلا ما درتوش معانا الإصلاح معامن غاديروه.. ديرو النية تيقو فينا ماغاديش نضروكوم بغينا نزيدو بيكوم القدام ما يمكنش نخليو هادشي”.