زنقة 20 ا الرباط
أثار ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، للمرة الثانية أمام خريطة المملكة المغربية مبتورة أثناء إستقباله لرئيسة الوزراء الإيطالية جدلا واسعا، الأمر الذي طرح عدة تساؤلات حول مغزى هذه الرسالة تزامنا مع تصاعد أعمال العنف بفلسطين المحتلة.
وفي هذا الصدد إعتبر الأستاذ الجامعي ورئيس مركز شمال أفريقيا للدراسات والأبحاث، رشيد لزرق، أن “اسرائيل تحاول مقايضة الاعتراف بالوحدة الترابية بحياد المملكة اتجاه القضية الفلسطينية، وهذا ما يتضمن تلميح رئيس الوزراء الاسرائلي عند ظهور خريطة المغرب مبتورة من صحرائه أثناء إستقبال رئيسة الوزراء الإيطالية داخل مكتبه بتل أبيب”.
وأكد لزرق أن “هذه الخطوة رهان خاسر إذ أن المملكة الفاعل الدولي تعتبر القضية الفلسطنية في نفس مرتبة قضية الوحدة الترابية، و هو اتجاه خاطئ يكلف اسرائيل من عدم مصداقيتها، عبر تضيع فرص لتحقيق السلام عبر إحراز تقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين”.
وأوضح رئيس مركز شمال أفريقيا للدراسات والأبحاث، أن “الموقف الجيوسياسي للمغرب لن يتغيير اتجاه القضية الفلسطنية. لكون هناك ضغط شعبي و هناك مقومات للدولة المغربية و قد تكون العلاقات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية بين المغرب وإسرائيل هي النتيجة الوحيدة المفيدة للاتفاقات المتعلقة بعودة العلاقات مع إسرائيل”. مشددا على أن “إعلان الاعتراف الإسرائيلي بوحدة الترابية لن يكون اداة المساومة بغية تحييده” .
وأضاف الأستاذ الجامعي رشيد لزرق، أن “خسارة إسرائيل للمغرب هي خسارة كبرى بالنظر للأوراق التي يملكها كفاعل أساسي في قضايا الشرق الأوسط وجسر لتحقيق السلام”.
و أشار إلى أن “المغرب بالنسبة لإسرائيل صديق لا يمكن أن تتعاطى معه بمنطق المساومة عبر تلميحات سلبية تتمثل في ظهور خارطة المغرب منقوصة، و أهم ما يشغل المغرب الآن هو عدم استكمال الولايات المتحدة الاتفاق الثلاثي الذي وقعته إدارة ترامب”.