هل ينتهي الجفاء الدبلوماسي بين المغرب وفرنسا بتعيين سيتايل سفيرة في باريس ؟

زنقة 20 | الرباط

عين الملك محمد السادس، سميرة سيطايل، سفيرة جديدة للمملكة في باريس، بعدما ظل هذا المنصب شاغرا لأشهر في سياق جفاء دبلوماسي بين البلدين.

وسيطايل صحفية سابقة شغلت لعدة أعوام منصب مديرة الأخبار في القناة الثانية “2M”، ولم يسبق لها أن تولت مهاما دبلوماسية.

وكان المغرب أنهى في 19 يناير مهام سفيره السابق في باريس، محمد بنشعبون. وظل هذا المنصب شاغرا منذ ذلك الحين، في سياق جفاء بين البلدين.

و تزامن ذلك القرار مع إقرار البرلمان الأوروبي، في اليوم نفسه، توصية تنتقد أوضاع حرية التعبير في المغرب وهي الخطوة التي أثارت إدانة قوية في الرباط واتهمت باريس بالوقوف وراءها.

وفسر هذا التوتر خصوصا بسعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التقرب من الجزائر التي تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط منذ العام 2021، على خلفية النزاع حول الصحراء.

يضاف إلى ذلك ضغط الرباط على باريس لكي تتخذ موقفا أكثر تأييدا للمملكة في هذا الملف ، خصوصا بعد اعتراف الولايات المتحدة في 2020 وإسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء.

وعادت التوتر بين البلدين الحليفين التاريخيين إلى الواجهة على أثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز ، حيث رفضت الرباط المساعدة التي عرضتها فرنسا وهو ما أثار غضب الرئيس الفرنسي.

مصطفى طوسة، المحلل السياسي المقيم بباريس، وفي حوار سابق مع Rue20 ، قال أن الازمة الصامتة بين المغرب و فرنسا ، بدأت تثير حفيظة بعض الاوساط المغربية والفرنسية لذلك مؤخرا ارتفعت اصوات من المجتمع المدني و المشهد الحزبي السياسي الفرنسي لطرح الإشكالية على الرئيس ايمانويل ماكرون ، و دفعه ليجد حلولا لهذه الازمة.

وأشار إلى أن الازمة تجسدت بقوة في إشكالية منح التأشيرات للمغاربة ، مضيفا أن هناك جهود حاليا يتم بذلها لمحاولة إقناع الدولة الفرنسية بأنها ستخسر الكثير إذا تركت الازمة في هذا المستنقع ووجود تحديات كبيرة تواجه التواجد الفرنسي على المستوى الثقافي الاقتصادي في المغرب و ايضا شمال افريقيا.

طوسة ، أوضح أن الكل يتوقع ان يتم حل هذه القضايا خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس ماكرون إلى المغرب والتي كان يعد لها منذ وقت طويل.

وأكد المتحدث ذاته، أنه لا أحد يعرف متى ستكون الزيارة ، رغم أن ماكرون صرح سابقا أنه سيزور المغرب.

وخلص المحلل السياسي ، إلى أن فرنسا بدأت تتحسس الموقف السيادي الاستقلالي الذي يقوم به المغرب حاليا خصوصا دور المغرب في إفريقيا سياسيا واقتصاديا ، بالإضافة لبلورة الاتفاقية الثلاثية مع امريكا و اسرائيل.

وذكر ، أن الخطوات السيادية الاستراتيجية التي قام بها المغرب، لم ترق لبعض أوساط الدولة العميقة الفرنسية لذا فإنها تعبر بطريقة أو بأخرى عن امتعاظها ورفضها للخيارات المغربية.

طوسة ، قال إن الحوار السياسي الذي يجري حاليا في الاروقة بين الدولتين قد يتوج قريبا بإمكانية الخروج من عنق الزجاجة لهاتين الدولتين الحليفتين تاريخيا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد