زنقة 20. الرباط
عاد حزب العدالة والتنمية ليخلق الجدل مجددا، من خلال بلاغ أصدره أمس الأحد، صرف من خلاله موقفا في غاية الغرابة، مفاده أن زلزال الحوز الذي شهدته المملكة خلال الشهر الجاري، وراح ضحيته رجال وأطفال ونساء، سببه ” الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها”.
عبد الإله ابن كيران ومن خلال هذا البلاغ الخارج عن السياق، واللياقة تجاه الضحايا وذويهم ومشاعر كافة المغاربة، كأنه يريد أن يقوم للمغاربة بشكل ضمني، أن الله تعالى عاقبكم بالزلزال لأنكم لم تمنحوا ثقتكم في حزب المصباح، حارس الأخلاق والفضيلة، خلال استحقاقات 8 شتنبر 2021.
الاستياء وعلامات الاستفهام عبّر عنها أيضا أعضاء من داخل الحزب، إذ أعلن عبد القادر عمارة القيادي والوزير السابق، عن استقالته من حزب العدالة والتنمية. وقال في تدوينة على صفحته الرسمية: “بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية فإني أعلن عن استقالتي من الحزب وكل هيئاته منذ هذه اللحظة”.
بدوره انظم الوزير السابق محمد يتيم والقيادي في حزب المصباح، إلى ركب الرافضين لبلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، قائلا في تصريح صحفي إن “البلاغ غير موفق وأن تدبير الحزب الذي يديره ابن كيران يستدعي دق ناقوس الخطر”.
وتكرس الانتقادات والاستقالة داخل حزب ابن كيران، حالة التشظي والانقسام الداخلي، وقلة الحيلة لدى قياداته. فبدل إجراء نقد ذاتي والبحث عن الأسباب الحقيقة التي كانت وراء سقوطه الشعبي، وتآكل رصيده السياسي لدى الناخب المغربي، ربط البيجيدي بين زلزال الحوز والغضب الإلهي، في محاولة لمواراة فشله في الاستحقاقات الماضية، ومحاولة ضرب خصومه من خلال ملف لا يقبل المزايدة السياسية.
جدير بالذكر أن حزب ابن كيران تعرض لتصويت عقابي، في إقليم الحوز في انتخابات 8 شتنبر 2021، إذ حصل على 13 مقعدا فقط، مقابل 144 مقعدا في استحقاقات سنة 2015.