زنقة 20. الرباط
في إعلان للموقف المغربي من الأزمة الأوكرانية، قال رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الذي يمثل الملك محمد السادس، في أشغال الدورة الثانية لقمة روسيا- إفريقيا، إن هذه القمة تنعقد في سياق دولي مضطرب وغير واضح المعالم، يطبعه عدم الاستقرار وتـزايد حدة الصراعات والتـوتـر في عدة مناطق من العالم.
وأضاف في كلمته خلال أشغال الجلسة العامة الرئيسة للدورة للقمة المنعقدة في مدينة سان بيترسبورغ الروسية اليوم، أنه بالنظر إلى التحديات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية على مستوى الأمن الغذائي والطاقي، خاصة في القارة الإفريقية، فإن المغرب يؤمن بالحاجة إلى تـكثـيف الجهود وتـشجيع التعاون الدولي والإقلـيمي، لمواجهة تحديات هذه الأزمة وإزالة العراقيل، وبناء مستقبل يـمكن جميع دول القارة من ضمان أمنها الغذائي والطاقي.
وأشار إلى تشديد المغرب على المبادئ التالية: أولا، احترام الوحدة التـرابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة،؛ ثانيا، احترام مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة؛ ثالثا، التـشبث بالطرق السلمية لحل النزاعات وتجنب استعمال القوة.
وذكر الملك محمد السادس، كان سباقا إلى التـنبيه إلى ضرورة تغيـير زاوية التعامل مع القارة الافريقية من طرف شركائها التـقليديـين، حيث عبر عن ذلك عدة مرات، وخاصة في خطابه الذي ألـقاه جلالته في افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري بأبيدجان سنة 2014، بقوله “فـقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقـدر ما تحتاج لشراكات ذات نـفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية”.
واعرب أخنوش، الذي يرأس وفدا مكونا من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وسفير المغرب بروسيا، لطفي بوشعرة، على التزام المغرب الدائـم بعلاقته مع مختلف شركائه الاستراتيجيين، بما في ذلك روسيا، عن تـطلع المملكة “لأن تـمكن هذه القمة من تعزيز هذه العلاقات وإطلاق مجالات تعاون مبتـكرة، كفيلة بالنهوض بالتنمية وتوطيد الأمن والاستقرار بقارتنا الأفريقية، وبـفتح آفاق أوسع أمام مستـقبـل العلاقات الأفريقية الروسية”..
القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي روسيا- إفريقيا، التي تنعقد بعد الأولى في سوتشي سنة 2019، انطلقت أمس الخميس بحضور قادة دول وحكومات ووزراء 49 بلدا إفريقيا وتختتم اليوم، وضم جدول أعمالها أزيد من 50 جلسة ومائدة مستديرة، بمواضيع متنوعة تهم بالأساس الطاقة والسيادة الغذائية.