زنقة 20. الرباط
بعدما بات المنتخب المغربي أول منتخب عربي ينتزع تأشيرة العبور إلى نهائيات كأس العالم للسيدات، المقررة في أستراليا ونيوزيلندا ما بين 20 يوليوز الجاري و 20 غشت المقبل، انتعش الأمل في تعزيز إشعاع اللعبة في مختلف أقطار العالم العربي.
فالبلدان العربية لم تسجل أي حضور لها في هذا الاستحقاق الكروي العالمي من قبل، واقتصرت مشاركاتها في السنوات الأخيرة على المسابقات القارية وتحديدا كأس إفريقيا للأمم ممثلة بأربعة منتخبات هي فضلا عن المغرب، مصر وتونس والجزائر، في حين كان منتخب الأردن الوحيد الذي مثل العرب في كأس آسيا للأمم سنة 2014.
ورغم التطور النسبي الذي شهدته كرة القدم النسوية في العديد من البلدان العربية و إيلائها مؤخرا المزيد من الإهتمام، لم يتمكن أي منتخب منها من إيجاد موطئ قدم على الصعيد العالمي قبل يوليوز الماضي، بل واقتصرت مشاركات عدد من هذه المنتخبات في البطولات القارية على المشاركة الشرفية أو الرمزية، على غرار منتخبات الجزائر وتونس ومصر.
غير أنه مع حلول شهر يوليوز الماضي، تغيرت كل المعطيات ، بعدما أدحض المنتخب المغربي النسوي كل التكهنات وبات أول منتخب عربي يتأهل إلى نهائيات كأس العالم وبلوغه المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها المملكة، والتي لعبها ضد منتخب جنوب إفريقيا وخسرها، في سابقة من نوعها، إذ لم يفلح أي منتخب عربي لهذه الفئة في بلوغ مرحلة خروج المغلوب من المسابقة القارية قبل ذلك
بيد أنه ورغم انهزام لبؤات الأطلس أمام سيدات جنوب إفريقيا، إلا أن المنتخب المغربي سطر اسمه بأحرف من ذهب، بعدما ظلت مشاركات المنتخبات العربية خجولة سواء في آسيا أو إفريقيا.
وقبل ذلك، كان المنتخب المغربي النسوي حقق إنجازا تاريخيا أولا عندما نجح في تجاوز دور المجموعات من الكأس القارية ، لكنه لم يتوقف عند ذلك الحد وواصل التألق ببلوغ المربع الذهبي بعد تغلبه على منتخب بوتسوانا 2-1 ، ثم خلق المفاجأة والإنجاز الأهم بعد الفوز على منتخب نيجيريا ، البطل التاريخي للمسابقة بمجموع 11 لقبا وعانق النهاية.
ومما لا شك فيه، أن هذا الإنجاز وإن كان غير مسبوق فإنه لا يقتصر على النجاحات فقط ، بل يتجاوز ذلك إلى استشراف المستقبل ومدى تأثير ذلك على كرة القدم النسوية في المغرب خاصة وشمال إفريقيا بشكل عام.
فالأكيد أن مستقبل كرة القدم النسوية الوطنية سوف لن يزيد إلا إشراقا ، كيف لا والجيل من اللاعبات اللواتي أدخلنها التاريخ من أوسع أبوابه بدأت نجاحاتهن منذ سنوات بالفعل، بعد أن حققن الميدالية البرونزية في مسابقة كرة القدم لدورة الألعاب الإفريقية التي أقيمت بالمغرب سنة 2019.
كما يبدو أن طموح المملكة في مجال كرة القدم النسوية ازداد كبرا خاصة بعد إسناد الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تنظيم كأس إفريقيا للأمم لسنة 2024.
بيد أن هذا الطموح ،وإن كان مشروعا، سيزيد من رهانات المغرب ومعه البلدان العربية في تحقيق الأفضل وتكريس التألق خاصة و الأنظار ستتجه إلى كأس العالم التي ستواجه خلالها “لبؤات الأطلس” أقوى المنتخبات النسوية في العالم سواء من القارة الأوروبية أو من قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية، وحيث ستكون الانتظارات أكبر.