زنقة 20 ا الرباط
شدد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، أمس الثلاثاء بالرباط، أن القضية الفلسطينية، تمثل إحدى أولويات السياسة الخارجية للمملكة، والعنوان الأبرز للعمل السياسي والدبلوماسي، وكذا المبادرات الإنسانية، للمغرب بقيادة الملك محمد السادس، من أجل نصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس وصيانة طابعها الديني ووضعها القانوني وهويتها التاريخية والحضارية.
وأوضح بنسعيد خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية حول “دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف”، أن المملكة المغربية، وفي ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من تطورات متلاحقة، تؤكد على الصفة المحورية للقضية الفلسطينية العادلة، وعلى موقفها الثابت والراسخ منها.
وأضاف أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ظل وفيا لمواقفه وثابتا على عهده من خلال الدفاع المستمر عن حرمة الأماكن المقدسة ورفض المساس بالوضع القانوني والتاريخي للقدس والمسجد الأقصى المبارك، “حفاظا على رمزية المدينة كأرض للسلام والتعايش وقبلة للديانات الثلاث وفق ما أكده نداء القدس الذي وقعه أمير المؤمنين وبابا الفاتيكان بالرباط سنة 2019”.
وأكد أن الملك محمد السادس، “يضع القضية الفلسطينية على نفس مستوى قضية الصحراء المغربية، وهو ما تعكسه مختلف خطب جلالته السامية والرسائل الملكية واللقاءات التي عقدها مع قادة مجموعة من الدول”، مشيرا إلى أن هذا الحرص الملكي يتجسد أيضا من خلال العمل الحيوي الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس في دعم السكان المقدسيين من خلال برامجها الملموسة التي تشمل مختلف مجالات الحياة.
وبعد أن سجل الوزير أن التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية، “تشكل تحديات كبرى تجعل وسائل الإعلام في قلب معركة مهنية وأخلاقية”، أكد أنه يتعين على الإعلام أن يمارس رسالته السامية بكل حياد، مشددا على أن المملكة لا تنظر إلى قضية القدس الشريف كقضية في الإعلام، بل تعتبرها أولا وقبل كل شيء مسألة إنسانية تسائل مبادئ السلم والعدل وحقوق الإنسان في المنظومة الدولية.
وأضاف أن هذا الأمر “يجعل وسائل الإعلام مطالبة بضرورة تجاوز المقاربة الإخبارية، إلى مقاربة تعتمد الشرح والتحليل والتقصي خدمة للإنسانية”، مشيرا إلى أن دور الإعلام لا يقتصر على نقل الأحداث اليومية، بل يتعداه إلى القيام بدور أساسي في صناعة الرأي العام، “متحديا بذلك مختلف المعيقات التي قد تواجه نساء ورجال الإعلام في أداء رسالتهم الإنسانية النبيلة، مهما تعددت واختلفت أجندات قاعات التحرير والضغوطات السياسية والاقتصادية”.
ودعا بنسعيد في هذا الصدد إلى وضع آليات للترافع الإعلامي على قضية القدس الشريف، مع ضرورة إيلاء أهمية خاصة لدعم الإعلام الفلسطيني المحلي بالمدينة المقدسة، باعتباره يمثل إعلاما للقرب يحتاج إلى الإمكانيات البشرية والمالية من أجل القيام بدوره على أكمل وجه، واعتبارا لدوره الأساسي في نقل الواقع المقدسي برؤية محلية تتفرد بخصوصيتها.