زنقة 20 | الرباط
أكد مدير معهد “ثربانتيس” بالرباط، خوسي ماريا مارتينيز ألونسو، أن مكانة اللغة الإسبانية والدور الذي تضطلع به اليوم في العالم “يحظيان بتقدير حقيقي وفهم تام” في المغرب.
وأوضح مارتينيز ألونسو، في مقابلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الأسبوع السابع للغة الإسبانية في المغرب المقام الذي تنظمه سفارات الدول الناطقة بالإسبانية في الرباط من 8 إلى 12 مايو الجاري، أن هذا الفهم يتجلى في تدابير جديدة من قبيل “إنشاء وحدات ثنائية اللغة تتيح الدراسة باللغتين الإسبانية والعربية، أو تدريس اللغة الإسبانية في الشعب التقنية في الجامعة”، مبرزا أن “الإسبانية هي اليوم بالفعل اللغة الثانية للتواصل الدولي بعد اللغة الإنجليزية”.
وبحسب مدير معهد “ثربانتيس” بالرباط ، فإن هذه الإجراءات ستوؤتي ثمارها على المديين المتوسط والبعيد، و”تسير في اتجاه جيد جدا، إذ إنه في بلد يتحدث أبناءه عدة لغات مثل المغرب، يمكن أن تكون الإسبانية إحدى تلك اللغات التي يتعلمها المغاربة، وهو ما سيفيدهم مستقبلا في حياتهم المهنية أو عند القيام بالسياحة”.
وقال إنه “يجب الأخذ بعين الاعتبار أن اللغة الإسبانية هي اليوم واحدة من أعظم لغات العالم، بمعنى أنها ثاني أكثر اللغات انتشارا في العالم، فهي الثانية في الإنتاج العلمي وعلى شبكات التواصل الاجتماعية، هي ليست لغة إسبانيا فقط، بل أيضا لغة 20 بلدا آخر في أمريكا وأيض ا في إفريقيا كما هو حال غينيا الاستوائية”.
وأكد على أن “اللغة الإسبانية تعتبر حاليا مصعدا اجتماعيا مهما وميسرا كبيرا للتنقل، وهي أيضا لغة حداثة بفضل حضورها في التقنيات الجديدة وفي العلوم وفي تنقل الناس في جميع أنحاء العالم”.
وبالنسبة لمارتينيز ألونسو، فإن الدورة السابعة لأسبوع اللغة الإسبانية في المغرب تشكل “مناسبة هامة” لمعرفة الإمكانات التي تقدمها هذه اللغة للطلبة المغاربة بشكل خاص، ولكن أيضا للمغاربة بشكل عام.
وأبرز مدير معهد “ثربانتيس” بالرباط المستجدات التي أتت بها هذه النسخة السابعة سواء في الجانب الأدبي أو في الجانب المسرحي. وأشار في هذا الصدد إلى تقديم العمل المسرحي “الحياة البئيسة لخوانيتا ناربوني” المقتبسة عن رواية للكاتب أنخيل باسكيث التي تعتبر “كانت تحفة رائعة، والآن قمنا بتكييفيها مسرحيا باللغتين الإسبانية والعربية “.
وأضاف أنه سيتم في إطار هذا الأسبوع أيضا تكريم الكاتب التشيلي الكبير خورخي إدواردز، الذي توفي قبل شهرين.
واعتبر أن هذه التظاهرة ستكون مناسبة للاطلاع على معطيات ومعلومات جديدة حول اللغة الإسبانية في المغرب، والإمكانيات التي تقدمها للطلبة المغاربة، بالإضافة إلى أنشطة أخرى تستهدف تلاميذ المدارس، والتعريف بفنون الطبخ في البلدان الناطقة بالإسبانية.
وشدد على أن معهد “ثربانتيس” بالرباط يحرص على أن يكون دائما أي نشاط ثقافي يقوم به “بالتعاون مع مؤسسة مغربية أو مع مجموعة من المثقفين المغاربة” ، مضيفا “عمليا لا نقوم بأي شيء إلا بشكل مشترك. أعتقد أن هذا هو السبيل الصحيح للتعاون والتبادل الثقافي بين البلدين”.
وردا على سؤال حول تأثير التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال في إبراز ثقافات الدول الثلاث، اعتبر مدير “ثربانتيس” بالرباط أنه “في حالة حظينا بهذا التنظيم، أعتقد أن هذا سيعرف ببلداننا بشكل أفضل في العالم و سيسهل أيضا العلاقات بينها”، مضيفا أن إمكانية احتضان هذه البلدان لهذه النسخة تعني “استثمار المليارات في الإعلانات وفي التعريف بالبلدان الثلاثة و كل هذا يؤثر أيضا على مجال الثقافة”.
ويعتبر أسبوع اللغة الإسبانية بالمغرب مبادرة انبثقت عن التعاون القائم بين سفارة إسبانيا ومعهد ثيربانتيس بالرباط، وسفارات الدول الناطقة بالإسبانية المعتمدة في المغرب. ويتعلق الأمر بسفارات دول الأرجنتين وشيلي كولومبيا وكوبا واسبانيا وغواتيمالا وغينيا الاستوائية والمكسيك وبنما وباراغواي وبيرو ودومينيكان وسالفادور وفينزويلا.
وعرف افتتاح هذه التظاهرة الثقافية حضور عدد من الشخصيات الهامة، من بينها على الخصوص السيد عمر عزيمان، مستشار صاحب الجلالة، فضلا عن سفراء الدول الناطقة بالإسبانية الأربعة عشر المنظمة للنسخة السابعة للغة الاسبانية بالمغرب.