زنقة 20. الداخلة
انعقدت، اليوم الجمعة بالداخلة، أشغال الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب وسيراليون ، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيراليوني، ديفيد فرانسيس.
وشكلت هذه الدورة مناسبة لبحث ومناقشة آفاق جديدة لتعزيز علاقات التعاون بين المغرب وسيراليون، وفرصة لإرساء شراكات مثمرة في العديد من المجالات، انسجاما مع رؤية وتوجيهات قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة الرئيس جوليوس مادا بيو.
وأكد السيد بوريطة، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الدورة الثالثة للجنة المشتركة تأتي في إطار دينامية جد إيجابية تطبع العلاقات بين البلدين الصديقين في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن اللقاءات المتواصلة والزيارات بين الجانبين مكنت من إعداد مجموعة من الاتفاقيات التي سيتيح تفعيلها تسهيل عمل الفاعلين الاقتصاديين، وبالتالي المساهمة في الارتقاء بالتعاون الثنائي.
وأبرز في هذا الإطار، أهمية الاستفادة من الإمكانيات والفرص الكبيرة التي تتيحها العلاقات بين المغرب وسيراليون، لاسيما في مجالات التبادل التجاري والفلاحة والمعادن والبنيات التحتية، معربا عن أمله في أن تشكل هذه الدورة منعطفا في مسار العلاقات الثنائية، وترجمة للصداقة والتضامن والتعاون في إطار مشاريع عملية ومبادرات ملموسة بين الجانبين.
وبهذه المناسبة، جدد السيد بوريطة الشكر والتقدير لسيراليون لمواقفها الثابتة من قضية الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدا أنها كانت دائما مواقف واضحة تجسدت من خلال فتح قنصلية لها في مدينة الداخلة وأيضا الدعم الذي تقدمه سيراليون للمملكة في كل القضايا وفي جميع المحافل الإقليمية والدولية حول قضية الصحراء المغربية.
وأضاف أن سيراليون كانت على الدوام صوتا مدافعا عن الشرعية الدولية وحقوق المغرب المشروعة، وعن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة المغربية على هذا الجزء من ترابها، معتبرا أن عقد اللجنة المشتركة اليوم في الداخلة هو دليل آخر على هذا الموقف الواضح والثابت.
من جهة أخرى، أشار السيد بوريطة إلى أن المغرب يتابع باهتمام كبير التطور الذي تشهده جمهورية سيراليون في السنوات الأخيرة، ويشيد بالمسار التنموي الحثيث الذي يعرفه هذا البلد بفضل القيادة النيرة لفخامة الرئيس جوليوس مادا بيو.
وقال بهذا الخصوص “إن سيراليون التي مرت من ظروف صعبة، أصبحت اليوم، بفضل قيادتها وقواها الحية وشعبها، نموذجا على المستوى الدولي والقارة الإفريقية لبلد انتقل إلى الاستقرار والانتقال الديمقراطي والتنمية”. كما أكد السيد بوريطة أن سيراليون فاعل إيجابي في منظمة التعاون لغرب إفريقيا (ايكواس)، التي يعتبرها المغرب شريكه وامتداده الطبيعي بالنظر إلى الارتباط الجغرافي والتاريخي للمملكة مع غرب إفريقيا وانخراطها في كل القضايا التي تهم المنطقة، من حيث الأمن والاستقرار والتنمية.
وأبرز أن العلاقة مع سيراليون “هي جزء من علاقات المغرب مع غرب إفريقيا وكل المشاريع التي يحرص عليها جلالة الملك محمد السادس من خلال أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي من نيجيريا إلى المغرب، أو التكوين أو التعاون الاقتصادي”.
من جهته، أعرب وزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية سيراليون، ديفيد فرانسيس، عن التزام بلاده ودعمها الثابت لوحدة أراضي وسيادة المملكة المغربية، داعيا إلى الحفاظ على المصالح المشتركة وتنمية قطاعات جديدة من الشراكة.
وبعد أن أشاد السيد فرانسيس بالريادة المغربية في القارة الإفريقية، نوه بافتتاح قنصلية عامة لبلاده بالداخلة في أفق تعميق العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.
وأكد الوزير السيراليوني أن المباحثات التي أجراها مع السيد ناصر بوريطة ركزت على سبل تعزيز التعاون والالتزام بالحفاظ على السلام والأمن في العالم، مشيرا إلى أن هذا اللقاء أكد بوضوح أن البلدين تجمعهما علاقات ثنائية قوية وموثوقة وذات مصداقية.
وأضاف أن هذه المباحثات أتاحت الفرصة أيضا لتكريس القيم المشتركة وإبراز الشراكة المتينة بين المملكة المغربية وجمهورية سيراليون.
وتوجت أشغال الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب وسيراليون، التي حضرها ممثلو عدد من القطاعات الحكومية بالبلدين، بالتوقيع على 13 اتفاقية شملت عددا من مجالات التعاون الثنائي.