السعودية تعيد النظام العسكري الجزائري إلى حجمه الطبيعي بإستبعاده من قمة الرياض حول سوريا
زنقة 20. الرباط / متابعة
أغضبت المملكة العربية السعودية، النظام العسكري الحاكم في الجزائر، عقب إستبعاده من قمة الرياض حول سوريا.
ففيما حضرت السعودية، ومصر، ودول الخليج اضافة المملكة الأردنية، قمة الرياض حول سوريا، فإن ولي العهد السعودي إستبعد الجزائر رغم ترؤسها القمة العربية وعلاقاته المتينة مع نظام بشار الأسد، بعدما تبين أن حضور هذا النظام من عدمه سيان.
الى ذلك، كان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، قد أجرى الجمعة، مباحثات هاتفية مع الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، تناولت العلاقات الثنائية والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال الاتصال، استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى بحث التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة بشأنها.
كما تطرق الجانبان بحسب ذات المصدر إلى جهود البلدين في دعم مسيرة العمل العربي المشترك، بما يعزز الاستقرار والازدهار لدول وشعوب المنطقة العربية.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن جهود السعودية الرامية لإعادة سوريا إلى محيطها العربي تواجه مقاومة من بعض حلفائها، وفقا لما أفاد به مسؤولون عرب.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين العرب القول إن خمسة أعضاء على الأقل في جامعة الدول العربية، من بينهم المغرب والكويت وقطر واليمن، يرفضون حاليا قبول عودة سوريا إلى الجامعة.
وأضاف المسؤولون أنه حتى مصر، التي أحيت العلاقات مع سوريا في الأشهر الأخيرة وتعتبر حليفا قويا للسعودية، تقاوم أيضا هذه الجهود.
وقال المسؤولون إن هذه الدول تريد من الرئيس السوري بشار الأسد التعامل أولا مع المعارضة السياسية بطريقة تمنح جميع السوريين صوتا لتقرير مستقبلهم.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية القول إن الوزير سامح شكري أبلغ الأمم المتحدة يوم الاثنين أنه يؤيد تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي يطلب وضع خارطة طريق لإجراء انتخابات حرة في سوريا.
ووفقا للصحيفة يمكن عودة سوريا للجامعة العربية، المكونة من 22 عضوا، من خلال الحصول على الأغلبية البسيطة، إلا أن الحصول على الإجماع سيكون ملزما لجميع الأعضاء ويوفر الشرعية اللازمة للضغط على المجتمع الدولي بشأن رفع العقوبات.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أشار في مؤتمر صحافي الشهر الماضي إلى عدم وجود “إجماع عربي في الوقت الحالي بشأن مسألة احتمال عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية”.
وقال المسؤولون العرب إن بعض الدول التي تعارض عودة سوريا زادت من مطالبها، بما في ذلك دعوتها لدمشق لقبول انتشار قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين ومحاربة تهريب المخدرات ومطالبة إيران بالتوقف عن توسيع نفوذها في البلاد.
الصحيفة أشارت إلى أنه وفي الوقت الذي لا يزال فيه العديد من المسؤولين العرب ينبذون الأسد وأفعاله ضد شعبه، إلا أنهم يعتقدون أن السياسات الدولية الرامية لعزله أثبت أنها تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت، مما يعزز نفوذ إيران في المنطقة.
ويؤكد المسؤولون العرب أنه في حال لبت دمشق مطالب الدول الرافضة، فقد يفتح ذلك الطريق ليس فقط لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، بل يمكن أن يعزز جهود تلك الدول للضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن حكومة الأسد.
ويشدد هؤلاء المسؤولون أن الأسد لم يُظهر حتى الآن أي اهتمام بإجراء تغييرات سياسية.
“ومع ذلك، لا يزال الأسد حريصا على إصلاح العلاقات مع جيرانه العرب، لأن ذلك يمكن أن يحسن صورته في الداخل وربما يؤدي إلى المساعدة في إعادة بناء البلاد” وفقا للمسؤولين العرب.
بالمقابل تبين الصحيفة أن بعض الدول الرافضة لعودة سوريا لديها مطالب أخرى. وقال المسؤولون إن المغرب، على سبيل المثال، يريد من حكومة الأسد إنهاء دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وأضاف المسؤولون أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وعلى الرغم من ارتباطها الوثيق بالسعودية، تعارض أيضا التطبيع الفوري بسبب دعم سوريا للمتمردين الحوثيين.
ولم تستجب وزارات خارجية السعودية والأردن والكويت واليمن لطلبات التعليق للصحيفة.
بالمقابل قال مسؤول إماراتي إن بلاده ترى ضرورة ملحة لتعزيز الدور العربي في سوريا، وتسريع الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة لتلافي عودة الإرهاب والتطرف.
ويقول بعض المسؤولين العرب إن السعودية والإمارات، وعلى الرغم من نفوذهما المالي والسياسي، إلا أنه من غير المرجح أن تجبرا الآخرين على تسريع خطوات التطبيع مع سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول شرق أوسطي القول إنه “في الثقافة العربية لدينا قول مأثور مفاده بأن القافلة تسير بخطى بطيئة”.
يشار إلى أن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وصل إلى جدة، الأربعاء، في زيارة لم يعلن عنها من قبل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وهذه أول زيارة لدبلوماسي سوري كبير إلى المملكة منذ أكثر من عشر سنوات وتأتي في أعقاب اتفاق بين الرياض ودمشق على استئناف العلاقات وإعادة فتح السفارتين.
ويمثل استئناف العلاقات أبرز تطور في تحركات دول عربية لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي قاطعته دول غربية وعربية عديدة بعد اندلاع الحرب السورية في 2011. وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا ردا على قمع الأسد الوحشي للاحتجاجات.
وقدمت السعودية، التي أغلقت سفارتها في دمشق في مارس 2012، خلال سنوات النزاع الأولى خصوصا دعما للمعارضة السورية، واستقبلت شخصيات منها على أراضيها.
وتأتي زيارة المقداد قبل يومين من استضافة السعودية اجتماعا آخر لوزراء خارجية عدد من دول المنطقة لمناقشة عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وسيجتمع وزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي في جدة يوم الجمعة حسبما قالت وزارة الخارجية القطرية. ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والإمارات والبحرين وعمان وقطر والكويت.
وتعتزم السعودية دعوة الأسد لحضور القمة العربية المقررة في الرياض يوم 19 مايو حسبما قالت مصادر لرويترز، في خطوة ستنهي رسميا عزلته الإقليمية.
وقالت سوريا وتونس، الأربعاء، إنهما اتفقتا على إعادة فتح السفارتين. وكانت الإمارات أعادت فتح سفارتها في دمشق العام 2018.