بقلم : عادل أربعي / مدير النشر
لا يختلف إثنان في كون مدرب المنتخب الوطني المغربي، وليد الركراكي، نجح في ظرف قياسي، في صناعة هوية جديدة للفريق الوطني الأول، بعد فترة من التيه دامت ثلاث سنوات.
فبعدما ظل المغاربة تائهون بمعية الناخب الوطني السابق، طيلة ثلاث سنوات، دون أدنى فكرة حول التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني (Equipe Type)، إستطاع وليد الركراكي، الذي حضي بثقة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، أن يقلب كل هذه الشكوك والمخاوف التي حامت حول هوية المنتخب الوطني، إلى حقيقة وواقع.
مشاهد العناق والتلاحم فيما بين اللاعبين قبيل و بعد كل مباراة منذ المبارتين الوديتين أمام الشيلي والبرغواي مروراً بالمباريات الأسطورية بمونديال قطر، وتلك الصور الرائعة من مونديال العرب، لللاعبين رفقة أمهاتهم، كلها تحولت إلى مصدر إلهام للشباب المغربي في حياتهم اليومية، بل وأصبح الجمهور المغربي يدعو لتسجيل هذا الإنجاز كتراث عالمي بطعم مغربي.
فشبكات التواصل الإجتماعي، كما يلاحظ المتتبعون والمختصون في علم الإجتماع، بدأت تعكس هذه القيم التي روجت لها العناصر الوطنية بقيادة المدرب الوطني وليد الركراكي، في تصرفات الشباب المغربي، وهو ما يجعلنا نؤمن فعلاً بأن كرة القدم تستطيع أن تساهم في تكوين وتربية الأجيال المقبلة.
فقد أصبح الشباب المغربي، يردد مصطلحات وتصرفات لاعبي النخبة الوطنية و المدرب وليد الركراكي في حياتهم اليومية، بشكلٍ مثير يدعو لدراسة سوسيولوجية لهذا التحول و التأثير الإيجابي الكبير لسلوكيات لاعبي كرة القدم على حياة وتصرفات الشباب المغربي.
تلك المصطلحات والتصرفات الأخلاقية والرياضية العالية، التي دفعت الفيفا وكبار نجوم الكرة في العالم، لرفع القبعة للاعبي المنتخب الوطني المغربي، وتقديمهم لشباب العالم كنموذج للاعب المثالي الخلوق والمتشبع بالروح الرياضية وحب الوطن، قبل كل شيء.