زنقة 20. الرباط
خلال فترة لا تتعدى 18 شهراً، أضحت الجزائر بدون سفراء لدى جيرانها المغرب، إسبانيا والآن فرنسا.
ويتجه النظام العسكري الحاكم في الجزائر لجعل هذا البلد، دولة مارقة تابعة للنظام الإيراني وبقايا الشيوعية في سلوكياته الدبلوماسية مع الدول الجارة.
واقعة إستدعاء السفير الجزائري من باريس، تعيد إلى الأذهان، قيام ذات النظام الذي يتحكم فيه الجيش بقبضة من حديد، ما وقع مع إسبانيا، حين تم إستدعاء السفير الجزائري من مدريد، بسبب إعلان إسبانيا دعمها الوحدة الترابية للمغرب في سابقة تاريخيةط
كما أن النظام العسكري الجزائري، كان قد أظهر العالم فقدانه البوصلة، حين قرر قطع العلاقات الدبلوماسية و السياسية مع جاره المغرب، دون أن يتضامن معه أحد، ودون أن يكترث لقراراته أحد قارياً ودولياً، لكونه صادر عن كمشة جنرالات لا يهمهم الإندماج المغاربي ولا الإقليمي.
واقعة الناشطة الحاملة للجنسيتين الفرنسية والجزائرية، الممنوعة من مغادرة التراب الجزائري، أظهرت غياب الثقة التي يحس بها جيران الجزائر بمن يقود هذا البلد إلى الهاوية.
فالجيران الأوروبيون لم يعودوا يعاملون الجزائر كدولة، بل كعصابة تفرض الظروف التعامل معها لكن دون الوثوق بها.
فتهريب الناشطة الجزائرية الفرنسية بشكل إحترافي من فوق الأراضي الجزائرية وبعدها من فوق الأراضي التونسية بإتجاه فرنسا، يكشف عن حقيقة المنظار الذي ينظر إليه جيران الجزائر للطغمة الحاكمة بقوة الحديد والنار في “الحظيرة”.
فرغم كل التنازلات الإقتصادية و السياسية التي أبداها المتحكمون في غاز الشعب الجزائري لشراء دعم فرنسا، إلا أن باريس صفعت قادة “الحظيرة” في أول مناسبة، وأعادتهم إلى حجمهم ووضعهم الطبيعي كطغمة تافهة لا يثق بها أحد.
ولعل الإجتماع الرفيع المغربي الإسباني، الذي عرف حضوراً قياسياً لعدد وزراء الحكومة الإسبانية، والقرارات التي تمخضت عنه، لخير دليل على أن جيران الجزائر الشماليون يعلمون جيداً التفريق بين الدولة و “الحظيرة” و القيادة و العصابة.