زنقة 20 ا الرباط
قال السفير الفرنسي السابق في الجزائر “غزافييه دريانكور”، أن الجزائر على وشك الإنهيار وستجر معها فرنسا بسبب تداعيات الوضع السياسي بالجزائر خلال فترة حكم عبد المجيد تبون.
وأبرز “غزافييه دريانكور” الذي كان سفيرا لدى جزائر في مقال له بصحيفة “لوفيغارو”، أن سنة 2020 أظهرت النظام الجزائري على وجهه الحقيقي وهو نظام عسكري مدرّب على أساليب الاتحاد السوفياتي السابق، الوحشي، بواجهة مدنية فاسدة مثل سابقتها التي أسقطها الحراك، مهووسة بالحفاظ على امتيازاتها، وريعها، وغير مبالية بمحنة الشعب الجزائري”.
وإشار السفير السابق في مقاله بصحيفة الغارديان، إلى أن ” السجون بالجزائر تعج بالسياسين والموظفين والعسكريين يرتبطون بالنظام السابق، بالإضافة إلى صحافيين كتبوا مقالات تنتقد أو تتحفّظ على سياسة النظام الحالي إلى جانب آخرين نشروا رأيًا مخالفًا على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأضاف “غزافييه دريانكور”، أن “فترة جائحة كوفيد قد سمحن للجيش الجزائري ببدء التطهير السياسي داخل البلاد ثم استغلال الظروف الدولية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا لإكمال عملية التطهير التي كُمّمت أفواه الصحافيين، واعتقلتهم وحرمتهم من جوازات سفرهم، كما أغلقت صحف، مثل Liberté”.
وقال السفير الفرنسي السابق “كما تمكن جيش الجزائر من وضع جريدة “الوطن” تحت الوصاية، واعتقال مدير راديو M، إحسان القاضي، ثم موقع AlgériePart لاتهامه بتلقي أموال من الخارج لنشر أخبار كاذبة من أجل “زعزعة استقرار البلاد”. علاوة على ذلك، تم حل جمعيات مثل “كاريتاس”، التي أسستها الكنيسة الكاثوليكية قبل عام 1962، واتُهم البعض الآخر بتلقي أموال من الخارج”.
واعتبر السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر، أن “بلاده تغض البصر عن الواقع الجزائري عن قصد أو انتهازية وعمى، حيث يتم في باريس التظاهر بالاعتقاد أن السلطة الجزائرية شرعية، إن لم تكن ديمقراطية، وأن الخطاب المعادي للفرنسيين شر ضروري ولكنه عابر، وأن الديمقراطية هي تدريب يستغرق وقتًا و هو خطأ فرنسي تاريخي”.
وأوضح السفير الفرنسي، أن “الإعتقاد بأن الذهاب إلى الجزائر والرضوخ للجزائريين في ما يتعلق بملفات كالذاكرة والتأشيرات، ستكسب فرنسا نقاطا دبلوماسية، وتجر الجزائر نحو المزيد من التعاون، فهو مجرد “وهم” و”أكذوبة” والعسكريون الذين يديرون الجزائر لاطموح لهم”.
وانتقد السفير الفرنسي بشدة ““اندفاع” الرئيس امانويل ماكرون بعد ذلك إلى الجزائر العاصمة، التي أدلى منها بالتصريحات التي كان الجزائريون ينتظرونها بشأن الذاكرة والهجرة، قبل أن يرسل رئيسة وزرائه مع خمسة عشر وزيراً إلى الجزائر”.
وأكد ذات المتحدث أيضا، أن “45 مليون جزائري لديهم هاجس واحد فقط هو المغادرة والفرار خارج الجزائر إلى فرنسا، حيث لكل جزائري عائلة حيث تستقبل فرنسا اليوم من أعداد لاتحصى من الجزائرين.
وخلص دريانكور إلى القول إن “فرنسا تواجه مفارقة مزدوجة: من ناحية، التحالف بين جيش مناهض لفرنسا والإسلاميين الذين يكرهون فرنسا بالجزائر وبأن (الجزائر) مشكلة بالنسبة لفرنسا، فهي تنهار، لكنها قد تجرّ باريس معها”.