زنقة 20. طنجة
تحولت مدينة طنجة في السنوات الأخيرة إلى قطب سياحي واعد ومن بين أهم الوجهات السياحية على الصعيد الوطني والدولي، وذلك بفضل التسويق الجيد للمدينة والنمو المتسارع لخدمات القطاع السياحي وتأهيل البنية التحتية السياحية بمدينة البوغاز.
وقد سجل قطاع السياحة بمدينة طنجة نموا متصاعدا خلال السنوات الأخيرة على مستوى ملء المؤسسات الفندقية، بالإضافة إلى ارتفاع أداء قطاع السياحة بمدينة طنجة واكبه نمو قوي لقطاع النقل الجوي خلال هذه الفترة، حيث بلغ عدد المسافرين بمطار طنجة ابن بطوطة الدولي بين فاتح يناير ومتم نونبر الماضي من سنة 2022، إلى 1.305.190 مسافرا.
وتمتع طنجة بطبيعةٍ خلابة، سواءً على صعيد المساحات الخضراء، أو على صعيد إطلالتها البحرية الرائعة، حيثُ تمتلك شواطئ من الناحية الغربية والشمالية بطول ستة عشر كيلومتراً تقريباً، منها ما يُطل على خليج طنجة، كما أنّ فيها المدينة القديمة المشرفة على البحر الأبيض، حيثُ تظهر الأبراج والأبواب القديمة العتيقة، ويُذكر أنّ طنجة تضم الغابات الجميلة، وتُعتبر غابة الرميلات من أبرز تلك الغابات، ناهيك عن مغارة هرقل، الواقعة غرب المدينة، وتشرف نظراً لموقعها على المحيط الأطلسي، وهي أكبر مغارات قارة إفريقيا، كونها تمتد حتّى مسافة ثلاثين كيلومتراً في باطن الأرض، وهذا ما يجذب العديد من السياح سنوياً إلى طنجة، سواءً القادمين من داخل المغرب، أو القارة الإفريقية، أو الزوار من جميع أنحاء العالم.
وتنال عروس الشمال حصة جيدة من النسبة الإجمالية للحركة السياحية الخارجية، أي بمقدار سبعةً وأربعين بالمئة، من الزوار الأجانب القادمين إلى المغرب، نظراً لتطور حركة الجذب السياحي في طنجة، فقد عززت الجهات المسؤولة الحركة السياحية في المدينة بمزيدٍ من الخطوات على الأرض، كقيامها بخطوة تحويل ميناء طنجة القديم من ميناءٍ تجاريٍ إلى ميناءٍ ترفيهيٍ عام 2010م، ما أنعش الحركة السياحية أكثر في المدينة، وهذا ما وجه أنظار المُستثمرين إلى المدينة السياحية، فازدهرت القرى السياحية الساحلية، والمنتجعات، والفنادق لخدمة الزوار، بالإضافة إلى تأهيل المآثر التاريخية والمدينة العتيقة لمدينة طنجة.
القصبة.. تحفة أثرية عالمية
تعتبر القصبة أو قصبة غيلان من أشهر أماكن السياحة في طنجة المغرب وهي واقعة على ضفة الوادي المسمى بوادي الحلق، تضم القصبة عدد من الابنية من ضمنها قصر القصبة الشهير وجامع القصبة.
وتطل القصبة على البحر حيث تتميز بموقع يحاذي شاطئ المحيط الاطلسي وعلى مقربة من مضيق جبل طارق، لا شك أن هذا الموقع من أهم الاماكن التي ينبغي زيارتها في مدينة طنجة.
وتعد ساحة القصبة التاريخية، من أبرز الأماكن التي حرص كل المارين من طنجة على ترك بصمتهم بها، وذلك لكونه مركزا للعديد من السلاطين والولاة المغاربة في فترة حكمهم للمدينة، وكذا مقرا للقوى الغربية التي كانت تنجح في الاستيلاء عليه، وتحويله لقاعدة عسكرية وإدارية تخرج منها أغلب القرارات المصيرية، التي حولت مجرى التاريخ، وصنعت أحداثا عظيمة وفارقة.
مغارة هرقل.. أكبر المغارات بالقارة الأفريقية
مغارة هرقل والتي تقع في مدينة طنجة المغرب ، تعتبر المغارة من أكبر مغارات إفريقيا، وتوجد فيها سراديب تمتد الى مسافة 30 متراً في باطن الأرض.
وتستطقب المغارة العديد من السياح سنوياً، وتتميز المغارة بأنها تطل على المحيط الأطلسي وعلى مضيق جبل طارق، وتعتبر مغارة هرقل من اهم أماكن السياحة في المغرب، حيث تتعانق مياه البحر المتوسط بمياه المحيط الأطلسي مما يجعل المغارة من أجمل أماكن السياحة في طنجة .
وتعد مغارة هرقل من أكبر المغارات بالقارة الأفريقية، واكتشفت عام 1096 ميلادية، وتحولت إلى مقصد سياحي، يبحث فيها البعض عن رهبة الأساطير، والتمتع بالتقاء أمواج البحر المتوسط مع تيارات المحيط الأطلسي.
متحف الفنون المغربية
ويرجع تاريخ متحف الفنون المغربية إلى القرن السابع عشر ميلادي وقد كان يعرف باسم دار المخزن وأيضاً قصر السلطان، يتميز المتحف بموقعه المرتفع في مدينة طنجة فيطل بذلك على كل من مضيق جبل طارق والمدينة القديمة، ويعد المتحف الآن من أبرز معالم السياحة في طنجة .
السوق الكبير
ويعد السوق الكبير القلب النابض للمدينة ومن أهم المناطق السياحية في طنجة فبإمكان الزوار أن يجدوا فيه كل ما يخطر في بالهم من مطاعم ومقاهي شعبية مميزة بالاضافة الى متاجر الملابس التقليدية ومحلات الحرفيين.
ويوجد سوق صغير على بعد مسافة قصيرة من السوق الكبير وتحيط بهذين السوقين العديد من المساجد والساحات بالاضافة إلى المطاعم التي تقدم أشهى أطباق المطبخ المغربي .
شاطئ أشقار
ويقع على بعد عشرين كيلومتراً من مدينة طنجة، ويمتاز الشاطئ بهدوئه، ما يجعله المكان الأمثل لمن يودون الهرب بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخبها، كما يمارس هواة البحر رياضاتهم المائية المُتعددة على هذا الشاطئ.
ويُوفّر شاطئ أشقار في طنجة العديد من الخدمات والمرافق لضيوفه ومن ضمن هذه الخدمات مواقف للسيارات وحمّامات عامّة بالإضافة إلى أماكن خاصة للاستحمام .
مقهى الحافة .. قرن من التاريخ على حواف كؤوس الشاي
وهو المقهى الذي يرتاده بكثرة أبرز المشاهير في المغرب وخارجه، ويعود تاريخه إلى العام 1920م، وهو عبارة عن مدرجات حجرية، عليها مقاعد وطاولات المقهى، ويطل المقهى على البحر.
ولعل أن أي مقهى في المغرب لم تنل شهرة قدر التي نالتها مقهى “الحافة” بمدينة طنجة، ببساطة تجهيزاتها ومحدودية الاختيار في معروضاتها وإطلالتها البانورامية على مضيق جبل طارق، أسر هذا الركن الزوار المغاربة قبل الأجانب، فكان شاهدا على ملتقى المتوسط بالأطلسي.
وتعد مقهى الحافة أكثر من مجرد مقهى، بل إنه ذاكرة مكان محفورة في تاريخ طنجة، وزيارة مدينة طنجة لا تكتمل دون ارتشاف كأس شاي وإطلالة ساعة من شرفات المقهى، ومواجهة نسمات الريح الممزوجة بعبق مياه مضيق البوغاز.
وبمدينة طنجة، وإلى جانب المدينة العتيقة التي تعتبر كنزا معماريا فريدا، همت مشاريع التأهيل أهم المعالم التي تشكل رصيد طنجة التراثي، من بينها على سبيل المثال لا الحصر مغارة هرقل الشهيرة، و”فيلا هاريس” والمنتزه الحضري “بيرديكاريس” (غابة الرميلات)، ومنارة كاب سبارطيل، والشروع في تأهيل حلبة مصارعة الثيران (بلاثا طورو)، كما تم إطلاق مشاريع بنيات جديدة، من بينها على الخصوص قصر الفنون والثقافات.