زنقة 20. الرباط
يتجه حزب “الأصالة والمعاصرة” لعقد مؤتمر إستثنائي لإختيار زعيم جديد خلفاً لعبد اللطيف وهبي، الذي أصبح يبتعد عن تدبير الحزب منذ فترة ليست بالقصيرة.
ويتابع الرأي العام الإعلامي والسياسي، غياب وهبي عن عدد من الإجتماعات واللقاءات على رأسها إجتماعات سابقة للمكتب السياسي كما بعض المؤتمرات الجهوية لذات الحزب الثاني وطنياً من حيث التغطية.
و أضحى تدبير الشأن الداخلي لحزب “الأصالة والمعاصرة” يتم بشكل “مفوض” بعد إستحداث منصب نائب الأمين، الذي يشغله سمير كودار، رئيس مجلس جهة مراكش آسفي.
وكانت للخرجة الإعلامية والتصريحات الغير المحسوبة لوزير العدل و أمين عام حزب “الأصالة والمعاصرة” المشارك في الحكومة بالتزامن مع أنشطة ملكية وازنة، الأثر الأكبر في تراجع زعيم حزب الجرار إلى الوراء.
واعتبر متتبعون أن الخرجة الإعلامية لوهبي بإحدى الإذاعات الخاصة وتصريحاته حول المجلس الوزاري وإختياره لعشية أنشطة الملك تعد تشويشاً غير مفهوم في هذه الظرفية بالذات.
ويتمثل هذا التشويش وفق متتبعين في خروجه الإعلامي بالموازاة مع ثلاثة أنشطة ملكية بارزة أولها إحياء مناسبة المولد النبوي بشكل موسع لأول مرة بعد الجائحة والمجلس الوزاري وإفتتاح البرلمان، في الوقت الذي إلتزم فيه كافة زعماء أحزاب التحالف الحكومي ووزراء الحكومة بإحترام أعراف معروفة لدى أعضاء الحكومة وكبار الشخصيات بخصوص عدم التشويش على أنشطة الملك.
وخاض وهبي في خرجته الغير المفهومة في الزمن حينها، في مواضيع من إختصاص عاهل البلاد الملك محمد السادس ورئيس الحكومة فقط والمتعلقة بالتعديل الحكومي على الخصوص، عقب تداول قرب إحداث تعديل حكومي بالقول : “إنه لن يستطيع أحد إخراجنا من الحكومة إلا إذا إرتأى رئيس الحكومة تقديم إستقالته وهي الحل الوحيد، أو إذا إرأتى جلالة الملك حل الحكومة”، مقحما بذلك ربط تواجد حزبه بالحكومة بقرار الملك وهو ماعتبره متتبعون تشويشا على أدوار الملك.
كما يرى المتتبعون أن التعديل الحكومي المرتقب يناير الجاري، مع عودة الملك من عطلته الخاصة بالغابون، سيكون محدداً رئيساً في مدى إستمرار عبد اللطيف وهبي على رأس حزب “الأصالة والمعاصرة” من عدمه.
كما يرجح هؤلاء، أن تقود كاريزما جديدة أكثر قوةً وحضوراً الحزب الثاني في البلاد، دون إستبعاد زعيم قادم من خارج تركيبة المكتب السياسي الحالي وربما من خارج منظومة الحزب ككل.