زنقة 20 ا الرباط
قال عبد الله بوصوف، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إن السلم في تاريخ العالم والإنسانية هو الأصل وأن الحرب هي الإستثناء لكن نظرا لارتفاع الأصوات المدافعة عن الحرب أصبحت هذه الأخيرة هي الأصل والسلم هو الإستثناء.
بوصوف ، وخلال محاضرة ألقاها اليوم الثلاثاء ، في الجلسة الإفتتاحية لإطلاق ماستر الدين والثقافة والهجرة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ، ذكر أن الأديان لا صلتها لها بالحرب ويتم الزج بها في الحروب وهي دائما داعية للسلم والسلام؛ والدليل على ذلك هو مايقع في الحرب الروسية الأوكرانية حيث نجد المسلمين واليهود والمسحيين في روسيا يعلنون القتال ضد أوكرانيا وفي أوكرانيا يدعون كذلك للقتال ضد روسيا.
واعتبر بوصوف، “أنه تم الزج بهذه الأديان في هذه الحرب لأهداف أخرى غير دينية للسيطرة على الإقتصاد ولمصالح دولية”.
وأوضح بوصوف، أن “هذا الماستر الذي نطلقه بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، هو لتكوين الأطر والكفاءات للترافع عن السلم والقادرة على إيصال فكرة السلام وجعلها هي الأصلية وهي مساهمة من أجل تكوين جنود السلم، انطلاقا من نموذجنا المغربي وانطلاقا من الفضاءات الجغرافية المختلفة التي ننتمي إليها”.
واعتبر بوصوف، أن “الهجرة المغربية تعيش في أكثر من 100 بلد تتأثر بثقافة البلد المضيف وتؤثر كذلك عليه، وهو ما أدى إلى اندماج الثقافات بتلك البلدان، لكن هذه الثقافة التي حملها المهاجرون لم تكون مزودة بالمعرفة والعلم ولم توفر لها شروط الاستقبال، وهذا الماستر سيعمل من أجل تهئية الظروف لإعطاء آليات للإندماج الحسن، ومطالبة دول الإستقبال من أجل تهيئ الظروف الجيدة للإندماج الأفضل، من خلال البحوث والأفكار التي سينتجها الطلبة”.
وأكد بوصوف، أن “الماستر الذي بصدد إطلاقه يهدف إلى تكوين الأطر ذات الكفاءة من أجل تحسين الترافع عن الحقوق بشكل عقلاني انطلاقا من المعرفة، وتم إطلاقه بمقاربة تشراكية بتعاون مع الكلية، ونعتقد أنه ليس باستطاعتنا لوحدنا أن نقوم بما يجب القيام به ولابد أن نتشارك مع الآخرين”، مشددا على أن “الهدف الأساسي إنتاج المعرفة لمكين أصحاب القرار في البلاد لبلورة سياسية عمومية تكون مبنية على هذه المعرفة العلمية.
وأشار بوصوف إلى أن “السياسات العمومية هنا أو في بلدان الإستقبال تكون مبنية عن إنطباعات شخصية ولا تحتكم للمعرفة العلمية، ومن خلال هذا الماستر سنعمل من أجل تمكين الفاعل السياسي من الأدوات لتلبية حاجيات مغاربة العالم، كل ذلك في إطار العمل التشاركي مع مجلس الجالية الذي يؤمن بالفلسفة التشاركية”.
يذكر أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط نظمت لقاء مفتوح لإطلاق ماستر علمي بتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج في موضوع” أي دور للدبلوماسية الثقافية في تعزيز الحوار بين الحضارات”، حضره ثلة من السفراء والأستاذة الجامعيين والعلماء والطلبة.