زنقة 20 | متابعة
بعد مرور أزيد من ثلاثين سنة على غرق سفينة فلبينية محملة بالأخشاب في عرض ساحل الجديدة، وبعد مواجهة الأمواج العاتية للمحيط أطلسي ورياحه القوية ، اختفت السفينة مؤخراً تماما من شاطئ الحوزية.
وودعت السفينة التي يطلق عليها السكان المحليون “تيتانيك”، المنطقة و كانت تعتبر معلمة من معالم المدينة.
قصة سفينة “تيتانيك” :
السفينة الفلبينية حطت رحالها بالمغرب في أحد أيام 1987، و كانت في رحلة تجارية من “كوت ديفوار” نحو هولندا.
و هرعت آنذاك السلطات المحلية إلى إنقاذ طاقم السفينة الفلبينيين الذين كانوا يواجهون خطر الغرق، وتم نقلهم إلى مستشفى محمد الخامس، في وقت حاول قبطان السفينة الانتحار، شعورا منه بالمسؤولية.
غادرت السفينة المنكوبة “كوت ديفوار” محملة بجذوع أشجار ضخمة شبيهة بأشجار “السافانا”، التي يستخرج منها “خشب الأكاجو” وبعد أن قطعت مسافة 4500 كيلومتر، لم تقو على مواجهة أمواج البحر العاتية، على مستوى ساحل الجديدة، و أحس قائدها بخطورة الأمر، فأرسل إشارات نجدة متكررة إلى برج المراقبة بميناء الجرف الأصفر دون جدوى.
مقابل ذلك، التقط الدرك البحري بعضا منها، وتجاوب بالسرعة الممكنة لإنقاذ أرواح الطاقم. وحاولت السفينة تفادي الغرق، لكن عواصف عاتية رمت بها فارتطمت بصخور قبالة “سيدي الضاوي” بالجديدة.
كانت قيمة حمولة السفينة من الأخشاب تتجاوز، يومها، مليارين، وبدأت مياه البحر تلفظ، يوميا، خشب الأكاجو.
وبتعليمات من العامل الأسبق، فريد الوراق، الذي سير الإقليم بين 1985 و1994، تم تكليف فريق من عمال الإنعاش الوطني، بشحن الأخشاب نحو ميناء الجديدة تحت عهدة مكتب استغلال الموانئ.