طوسة لـRue20: سحب بنشعبون لا يتعلق بالأزمة الدبلوماسية و الدولة العميقة بفرنسا ممتعظة من خيارات المغرب

زنقة 20 | خالد أربعي

تشهد العلاقات المغربية الفرنسية توتراً صامتاً منذ فترة، ما يطرح تساؤلات عن مستقبل العلاقات بين البلدين الشريكين على أكثر من صعيد.

ومنذ شتنبر 2021، ظهر التوتر بين المغرب وفرنسا بشكل علني بعد قرار باريس تشديد القيود على منح المواطنين المغاربة تأشيرات، وتعزز بعدم تبادل البلدين الزيارات الدبلوماسية منذ تلك الفترة.

في هذا الصدد، ربط عدة متابعين، بين تعيين الملك محمد السادس للسفير المغربي بفرنسا محمد بنشعبون الذي بالكاد لم يكمل عامه الأول بباريس، مديراً لصندوق محمد السادس للإستثمار ، والأزمة الصامتة التي يعيشها البلدان.

مصطفى طوسة، المحلل السياسي المقيم بباريس، وفي حوار مع Rue20 ، اعتبر أن “سحب” السفير بنشعبون لا يدخل في خانة الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.

وقال طوسة، إن الملك محمد السادس ربما رأى في هذه الشخصية الخصال المناسبة لإدارة مثل هذا الصندوق السيادي و استدعاه ليتبوأ المنصب.

واعتبر طوسة، أنه لو كان “سحب” السفير بنشعبون مرتبط بالأزمة الدبلوماسية الصامتة بين البلدين، لرافقته عدة تصريحات و مواقف رسمية.

وذكر طوسة ، أن بنشعبون يتحمل اليوم مسؤوليات جديدة وهو اعتراف بتكوينه وقدراته، وخلال الاسابيع المقبلة سيتم تعيين خليفة له كسفير للمغرب في فرنسا.

طوسة ، قال إن الازمة الصامتة بين المغرب و فرنسا ، بدأت تثير حفيظة بعض الاوساط المغربية والفرنسية لذلك مؤخرا ارتفعت اصوات من المجتمع المدني و المشهد الحزبي السياسي الفرنسي لطرح الإشكالية على الرئيس ايمانويل ماكرون ، و دفعه ليجد حلولا لهذه الازمة.

وأشار إلى أن الازمة تجسدت بقوة في إشكالية منح التأشيرات للمغاربة ، مضيفا أن هناك جهود حاليا يتم بذلها لمحاولة إقناع الدولة الفرنسية بأنها ستخسر الكثير إذا تركت الازمة في هذا المستنقع ووجود تحديات كبيرة تواجه التواجد الفرنسي على المستوى الثقافي الاقتصادي في المغرب و ايضا شمال افريقيا.

طوسة ، أوضح أن الكل يتوقع ان يتم حل هذه القضايا خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس ماكرون إلى المغرب والتي يعد لها حاليا.

وأكد المتحدث ذاته، أنه لا أحد يعرف متى ستكون الزيارة ، رغم أن ماكرون صرح سابقا أنه سيزور المغرب أواخر اكتوبر ، إلا أن الزيارة يمكن أن تؤجل إلى تاريخ آخر يقول طوسة.

وخلص المحلل السياسي ، إلى أن فرنسا بدأت تتحسس الموقف السيادي الاستقلالي الذي يقوم به المغرب حاليا خصوصا دور المغرب في إفريقيا سياسيا واقتصاديا ، بالإضافة لبلورة الاتفاقية الثلاثية مع امريكا و اسرائيل.

وذكر ، أن الخطوات السيادية الاستراتيجية التي قام بها المغرب، لم ترق لبعض أوساط الدولة العميقة الفرنسية لذا فإنها تعبر بطريقة أو بأخرى عن امتعاظها ورفضها للخيارات المغربية.

طوسة ، قال إن الحوار السياسي الذي يجري حاليا في الاروقة بين الدولتين قد يتوج قريبا بإمكانية الخروج من عنق الزجاجة لهاتين الدولتين الحليفتين تاريخيا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد