زنقة 20 | الرباط
فيما يشبه خطبة وداع، ألقى سفير المغرب بفرنسا، محمد بنشعبون، قبل أسبوعين فقط، كلمة أمام 250 مسؤولاً فرنسياً، دعا فيها إلى إعادة تجديد الشراكة الإستراتيجية بين البلدين والحفاظ على العلاقة الوثيقة بينهما.
بعد ذلك و أمس الثلاثاء ، أعلن في المجلس الوزاري الذي ترأسه الملك محمد السادس، تعيين بنشعبون مديرا عاما لصندوق محمد السادس للاستثمار.
متتبعون للشأن السياسي و العلاقات بين البلدين، اعتبروا أن “سحب” السفير المغربي محمد بنشعبون ، من دولة مهمة و أكبر شركاء المغرب اقتصادياً ، يبقى أمرا مفهوما في ظل الأزمة السياسية الصامتة بين البلدين.
باريس كانت قد سحبت بدورها قبل أسابيع ، سفيرتها بالرباط هيلين لوغال، وذلك بعد تطورات سريعة في الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، دون أن تعلن لحدود اليوم عن سفير جديد.
واعتبر محللون للشأن السياسي الدولي ، أن المغرب بسحب السفير من باريس ، يخوض معركة دبلوماسية على طريقة اللاعبين الكبار.
و ذكروا أن المغرب أصبح اليوم يقارع فرنسا ، ندا للند ، معتبرين أن استدعاء السفير بنشعبون لمهمة جديدة يعتبر ردا مبطنا و بنفس الطريقة على شغور منصب سفير فرنسا في المغرب بعد ترويج خبر تعيينها مسؤولة الدائرة الأوروبية في الشؤون الخارجية للمفوضية الأوربية وهو الأمر الذي لم يتم.
و أشار مهتمون بالشأن السياسي، أن المغرب و فرنسا في شبه قطيعة ديبلوماسية ، و هذه في حد ذاتها سابقة تاريخية في مجال العلاقات الدولية.
و جدير بالذكر هنا، أن العلاقات بين البلدين تعرف منذ سنوات مدا و جزرا ، حيث تم في سنة 2019 تعيين السفير المغربي بباريس شكيب بنموسى رئيسا للجنة النموذج التنموي مع احتفاظه بمنصب السفير بفرنسا إلى غاية 2021، وهو ما أثار تساؤلات آنذاك.
و في دجنبر 2021 عين بنشعبون سفيرا للمغرب في فرنسا خلفا لشكيب بنموسى ، و في أقل من عام استدعي بنشعبون ليشغل منصبا جديدا وهو إدارة صندوق محمد السادس للإستثمار.
مهتمون بالعلاقات الثنائية بين البلدين، اعتبروا أن استدعاء بنشعبون يأتي في سياق لعبة الشطرنج السياسية بين البلدين، لعل قضية الصحراء محورها الأساسي.
عمر الشرقاوي، أستاذ القانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، قال أن فرنسا أمام امتحان حقيقي في علاقتها بالمغرب خلال جلسة التصويت على قضية الصحراء المغربية في مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر الجاري”.
و ذكر الشرقاوي ، أن تصويت فرنسا هو ما سيحدد مستقبل العلاقات الثنائية بين باريس والرباط.
و أضاف أنه قبل ان يرفع ممثل فرنسا يده أثناء التصويت على فرنسا أن تتذكر حجم مصالحها الدائمة في المغرب، وعليها أن تتذكر أكثر أن المغرب كدولة ذات سيادة وسلطان تنظر إلى العالم عبر نظارة الصحراء المغربية.