زنقة20ا الرباط
قال محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، رئيس جماعة أصيلة، إن “منتدى أصيلة” مُنَزَّه عن المآرب هو ما مثَّل دَوْما ذخيرة الموسم، وسنده المعنوي الراسخ. مثلما شكل الدعم الموصول، والرعاية السامية المتوالية، والاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للثقافة والفنون عموما، ولتظاهرة أصيلة الثقافية العالمية على وجه الخصوص، الركيزةَ الأساسية للاستمرار”.
وأضاف بن عيسى في كلمة له بحفل الافتتاح، يوم أمس، “نحن في مؤسسة منتدى أصيلة نرى في تواتر هذا الدعم تقديرا من جلالة الملك، نصره الله، للجهود المبذولة، وللثبات والصبر اللذين أبان عنهما بنات وأبناء أصيلة، لتكون مدينتهم ووطنهم فضاء مفتوحا للحوار الحر، ولتبادل الخبرات والتجارب مع مختلف الحضارات والثقافات عبر العالم”.
وأوضح بنعيى أن “موسم أصيلة يستضيف هذا العام الدورة 36 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، وضمنها تسع فعاليات سياسية واقتصادية وأدبية وفكرية، يشارك فيها صفوة الباحثين والمفكرين والعلماء والقيادات السياسية والأدباء والإعلاميين من مختلف الأقطار.
وأكد المنتدى يستهل هذه الفعاليات بندوة: “الحركات الانفصالية والمنظمات الإقليمية في أفريقيا”، وهي لبنة أخرى في صرح التفكير حول المجال الإفريقي بما هو فضاء حيوي، ما فتأت مؤسسة منتدى أصيلة وموسمها الثقافي تخصصان له حيزا معتبرا منذ عقود طويلة. بحيث يمكن الزعم أن أصيلة كانت رائدة في الدراسات الإفريقية، في زمن لم يكن هذا الانحياز يستثير حماس عديدين. وعلى امتداد سنوات كان لإفريقيا حظها من نقاشات الموسم وفعالياته وجوائزه”.
وأضاف المتدث ذاته، أن “هذه الندوة إذن، لتسترسل في طرح أسئلة العلاقة بيننا نحن المنتمون لهذا الفضاء الجغرافي المشترك؛ أي واقع سياسي نعيش، وأي مستقبل نريد ونتوق إلى أن يتحقق؟ هدفنا هو شحذ طاقة جديدة للتأمل في موضوع “الانفصال” في علاقته بالدولة الوطنية، وقد قطع أشواطا معتبرة من الجدل، واستطاع أن يراكم قراءات متنوعة تُوَحِّد فيما بينها هواجسُ الانتماء لمجال مشترك.
وعبر بن عيسى عن “أمله في وصول المشاركين إلى معادلة لمعالجة ظاهرة الحركات الانفصالية في أفريقيا من منظور الأزمات الأمنية وسياسات وإستراتيجيات المنظمات الإقليمية في مواجهتها، وذلك عبر محاور خمسة كبرى وهي أنظمة الحكامة السياسية والمجتمعية ومتطلبات الاندماج الوطني في افريقيا؛ وخلفيات وجذور الحركات الانفصالية في أفريقيا وسبل مواجهتها؛ والحركات الانفصالية وتحديات التطرف تجارب المواجهة الإقليمية والدولية؛ والحركات الانفصالية وأزمات الانتقال السياسي في أفريقيا”.
و اعتبر رئيس منتدى أصيلة أنه “من هنا تنجلي الغاية من طرح هذا الموضوع، وذلك لمناهضة محيط العنف المتنامي والإرهاب المتصاعد بإيقاع مرعب، ما يساهم في تفتيت القدرات الإفريقية الطبيعية والبشرية، وفي بَلْقَنَةِ الكِيانات الوطنية وإضْعافِها بل إغْراقِها في نزاعات وحروبٍ أهلية مدمرة. عددٌ من هذه النزاعات والحروب نشاهدها اليوم في مختلف أنحاء إفريقيا.