زنقة 20 | خالد أربعي
في لقاء عقدته مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد قبل أيام حول العلاقات المغربية الفرنسية ، انبرى عدد من السياسيين المغاربة بينهم وزراء سابقون إلى “جلد” فرنسا و طالبوا بمراجعة العلاقات التي تجمع البلدين ، خاصة بعد الأزمات الدبلوماسية المتتالية آخرها أزمة التأشيرات.
البداية كانت مع وزير الثقافة الأسبق محمد الأشعري، الذي دعا إلى إعادة التفكير في العلاقات المغربية الفرنسية، يستجيب للظرفية الحالية والمستقبل.
الأشعري، ذكر في تدخله، أن الندوة مساهمة في تحريك نقاش عمومي حول أهم علاقة تربط المغرب ببلد ديمقراطي أوربي.
الوزير السابق، اعتبر من جهة أخرى أنه مهما حصل لنا من تعثرات و أزمات عابرة مع فرنسا ، فإن إنهاء العلاقة تماما أو تجميدها سيكون كذبا على أنفسنا.
الأشعري، قال أن هناك قناعة في البلدين ، أن العلاقة تحتاج إلى إعادة تفكير، والخروج بصفة حاسمة من منطق إطفاء الحرائق، ونقاش حول المستقبل بطرق مختلفة.
من جهته قال لحسن حداد وزير السياحة الأسبق، أننا نعيش مرحلة حاسمة فيما يخص العلاقات المغربية الفرنسية.
و ذكر حداد، أن العلاقات بين البلدين تعرف دائما تجاذبات و تطورات ومخاضات على مر العقود.
و اعتبر الوزير الأسبق، أن التواجد الفرنسي في إفريقيا عموما يعيش تحديات كبرى، مشيرا الى فرنسا تعيش توترا في العلاقات مع المغرب فقط ، بل مع العديد من الدول الافريقية أيضا.
حداد ، شدد على أن فرنسا لها تأثير سياسي و ثقافي كبير على جل الدول الإفريقية بينها دول شمال إفريقيا ، لا من ناحية التنظيم أو التشريعات أو الصناعة.
كما ذكر أن صالونات باريس كانت ملاذا للمفكرين والساسة و المعارضين الأفارقة و المغاربيين، مشيرا الى ان هذا التأثير الفرنسي بدأ يعرف فتورا في الاونة الاخيرة.
و قال أن بريق الثقافة الفرنسية بدأ يخفت في الفضاءات الافريقية، و صار صوتها غير مسموع ، مضيفا أن التواجد السياسي و العسكري و الدبلوماسي أصبح بدوره غير مرغوب فيه ، مشيرا في هذا الصدد إلى دول مثل مالي و النيجر.
الناشط و الكاتب الأمازيغي أحمد عصيد بدوره ، لاحظ تصاعد خطاب إفريقي يطالب بإعادة النظر في العلاقات الافريقية الفرنسية.
و قال عصيد، أن الاتفاقية التي عقدها المغرب مع إسرائيل، وكذا التفاهم بين الرباط و مدريد، كان له دور مهم في توتر العلاقات المغربية الفرنسية.
أما الكاتب عبد الكريم جويطي، فقد اعتبر أن العلاقة بين المغرب و فرنسا بدأت نهاية القرن التاسع عشر ، بينما ما يجمع المغرب مع إسبانيا مثلا أكثر من ذلك بكثير و يصل لـ14 قرناً وبالتالي لا يجب أن يعطى للأمر أكبر من حجمه.