زنقة 20 | الرباط
أعرب الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عن أسفه من سياسة بلاده الخاصة بتقليص شديد للتأشيرات الممنوحة للمغاربة و لمواطني دول مغاربية أخرى.
واعتبر أن “هذه الطريقة تؤذي بلاد داعٍ، دون أن تكون فعالة في السيطرة على الهجرة غير الشرعية”.
وكانت فرنسا كانت قرّرت في شتنبر من العام الماضي تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين والمغاربة بنسبة 50% وللتونسيين بنسبة 30%، مُبررة ذلك برفض سلطات بلدانهم استعادة رعاياها من المهاجرين غير الشرعيين الذين صدرت بحقهم قرارات ترحيل من على التراب الفرنسي.
ودعا هولاند ، إلى إحياء شراكة مربحة للطرفين مع هذه المنطقة التي اعتبر أن لفرنسا مصيرا مشتركا معها مما يفرض عليها وعلى أوروبا الالتفات نحوها والاهتمام بالتحديات التي تواجهها خاصة في مثل هذا الوقت المضطرب دوليا.
هولاند و مقالة رأي نشرها على موقع صحيفة “لو فيغارو”، وصف الروابط بين بلاده ودول المغرب العربي ب”العلاقات الاستثنائية” لما تحويه من مزيج مكوّن من تاريخ وجغرافيا وتبادلات شتى نتجت عن تيارات الهجرة التي “شكّلت فرنسا نفسها وربطت بين مجتمعاتنا بعيدا عن اللغة”.
ودعا هولاند في مقالته إلى التضامن والعمل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط معتبرا أن المنطقة “بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعميق هذه العلاقة وإعطائها معناها الكامل” بالنظر إلى “الاضطرابات الدولية وخاصة الحرب في أوكرانيا التي تؤثر بلا هوادة على الاقتصاد العالمي، متسببة في ارتفاع عامّ للأسعار يضغط على مستوى معيشة شعوب الضفتين.
في هذا السياق أكّد الرئيس الفرنسي السابق أنه يشاطر ما قاله الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة عيد العرش، يوم 30 يوليوز الماضي، في إشارة منه للرسالة التي وجهها الملك إلى الجزائر.
وقال هولاند إنه ذكّر لمرات عديدة كلّما زار “الجزائر والمغرب وتونس” بأن “مصيرنا مشترك”.
ويرتكز هذا “المصير المشترك” على دعائم عدة ذكرها فرنسوا هولاند هي الطاقة والأمن والتنمية الاقتصادية والتغير المناخي والاستقرار في مناطق الساحل وغربي القارة الأفريقية.
من جهة أخرى استنكر الرئيس السابق الاشتراكي الانقسامات حول ملف الصحراء الذي اعتبر أنه يشكل “عائقا في وجه التبادلات بين دولتين عظيمتين تفخران بما هما عليه وتتطلعان إلى العمل من أجل الصالح العام”.
“أفريقيا بأسرها تحتاج إلى مغرب مُزدهر وقوي لمواكبة التحولات الناجمة من تعاقب الأزمات الصحية والأمنية والبيئية” بحسب فرانسوا هولاند.