زنقة 20 | الرباط
في سابقة من نوعها ، هاجم حزب العدالة و التنمية الذي قاد الحكومة لولايتين متتاليتين، وزارة الخارجية بسبب البلاغ الذي أصدرته الأخيرة ، بشأن التطورات الأخيرة التي تعرفها الساحة الفلسطينية، وخاصة الهجوم العسكري الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة.
حزب بنكيران الذي وقع رسميا اتفاق التطبيع مع اسرائيل في حكومة سعد الدين العثماني ، اعتبر أن ” بلاغ وزارة الخارجية والتعاون هروب من إدانة المعتدي، وهو موقف غريب لا يشرف بلدنا، في الوقت الذي عبرت فيه مجموعة من الدول العربية والإسلامية الشقيقة عن مواقف واضحة في تحميل المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي وإدانة عدوانه الإجرامي”.
وقال بيان البيجيدي، أن الخارجية وقعت في انزلاق خطير ” لا يليق ببلادنا ومواقفها المشرفة، ولا ينسجم مع مواقف الشعب المغربي الراسخة في دعم القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني الشقيق”.
بنكيران الذي طالما أكد حينما كان رئيسا للحكومة، أن السياسة الخارجية مجال محفوظ للملك ، لم يتوانى في “إعطاء الدروس” للخارجية، قائلاً أن ” التطبيع، الذي ما فتئ الحزب يعبر عن رفضه له، لا يمكن أن يبرر السكوت عن إدانة العدوان الصهيوني الإجرامي وعدم الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في محنته المستمرة”.
اللافت للإنتباه أن بيان العدالة و التنمية ضد الخارجية ، وقعه ما يسمى برئيس لجنة العلاقات الدولية داخل الحزب، السفير السابق في ماليزيا محمد رضى بنخلدون ، والذي أعفي من منصبه بعد ثلاث سنوات فقط من تعيينه.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة المحمدية عمر الشرقاوي ، قال أنه يتفهم ان يدين حزب العدالة والتنمية اسرائيل لرتق بكارته السياسية رغم أنه هو من وقع عودة العلاقات مع اسرائيل على المستوى الرسمي، لكن ما لا يمكن استيعابه هو مهاجمة الحزب بشكل هيستيري لبلاغ وزارة الخارجية المغربية وهو ما يدخل في سياسة “التقلاز من تحت الجلابة” كما يقول المغاربة.
و أوضح الشرقاوي ، أن الحزب المذكور يعلم جيدا أن المجال الديبلوماسي مجال محفوظ، ووفق هذه القناعة كان يبرر قبوله بتوقيع اتفاقية عودة العلاقات مع اسرائيل ، لان الحزب يعلم ان بلاغ وزارة الخارجية، لا يمكن ان يخرج للعلن دون تأشير عليه من أعلى سلطة في البلاد ، و لأن الحزب يعلم ان البلاغ موقف سيادي للدولة، وليس قرارا شخصيا للوزير ناصر بوريطة، لكن الحزب يحاول ان يوصل رسائله على ظهر وزير الخارجية حسب الشرقاوي.
و ذكر الأستاذ الجامعي، أن الحزب يعتبر ان البلاغ يتعارض مع اهداف لجنة القدس التي يرأسها الملك، وهو ما يعد ضربا للجنة وتاريخها.
الشرقاوي قال ان حزب العدالة والتنمية آخر حزب يمكن ان يعطي الدروس في العلاقة مع اسرائيل، مشيرا الى ان من حقه ابداء مواقفه اتجاه اسرائيل من منطق موقعه السياسي ومكاسبه الانتخابية وما يوفره الاصل التجاري الفلسطيني من زبناء، لكن من العيب والعار عليه ان يهاجم موقف الدولة الذي كان يبرره حينما كان في الحكومة.