زنقة 20 | الرباط
أطلق ناشطون في الانترنت عريضة إلكترونية جديدة على الموقع العالمي “أفاز” يناشدون فيها بالوقف الفوري لغرس النخيل بالمدن المغربية و غرس الأشجار حسب مخططات منظرية محلية.
والتمست الحملة الإلكترونية، التي أطلقتها سليمة بلمقدم رئيسة حركة مغرب للبيئة 2050، من وزيرة اعداد التراب وسياسة المدينة، و وزيرة الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وقف ما أسمته بـ” التنخيل العشوائي للمدن”.
و تقول الحملة، أن ” المغرب يحتل المرتبة الثانية من حيث التنوع البيولوجي على مستوى المتوسط, وهي خصوصية متفردة تستحق منا الإهتمام العالى والحرص الشديد على ثرواتنا الطبيعية ذات الطابع الهش. وبالتالي لا يمكن أن نتعامل مع المغرب في تهيئته الترابية ببساطة وعبث وإهمال وتماطل ولا يمكن أن نصنفه موطنا للنخيل على جل ترابه. اي ان النخيل بنوع الفنيكس داكتيليفرا أو النخل البلدي, يتوقف مستواه البيومناخي بجهة مراكش شمالا وفكيك شرقا. علما أن منطقة سوس توجد خارج الفضاء النخيلي. وهذا امر جوهري يجب مراعاته واحترامه”.
و أضافت أن ” هناك شق ثاني لايقل أهمية عن الأول في ظاهرة التنخيل العشوائي هذه, وهو فرض مدبري الفضاء العام بمدننا النوع الدخيل الأمريكي الأصل “الواشنطونيا” أو “البريتشارديا” حتى أنه تم إدماجه بجانب النخل البلدي الشامخ بمراكش منذ مدة أمام صمت الجميع”.
ووصفت الحملة “تنخيل المدن” بـانتهاك حقوق منظرها الطبيعي الاصلي الذي يشكل هويتها المنظرية والتاريخية و جريمة بيئية و تراثية”.
“نفس الشيء بالمدن الاخرى،كجهة سوس ماسة, على مستوى أكادير وشتوكة آيت بها, عاصمة الأركان, التي استسلمت للأسف هي كذلك لتخريب هويتها المنظرية والايكولوجية” تقول الحملة.
و أشارت إلى أنه في ” جهة طنجة تطوان الحسيمة، ايضا موطن الصنوبريات, شهدت اجتثات الانواع الشجرية المحلية وتعويضها بكثافة في شوارعها وساحاتها بنوع الواشنطونيا أو حتى النخل البلدي.”
بالإضافة لـ” الدار البيضاء التي أصبحت مشتلا للنخلة الكاليفرنية بجميع أحيائها رغم صعوبة تأقلمها على شط المحيط بكورنيش عين الذياب, على شكل شريط فقير الجمالية والنسق ، ثم الرباط، العرائش، القنيطرة، فاس، مكناس”.
وسجلت الحملة “تغييب الضمير المهني والوطني وانعدام الانصات للكفاءات المتخصصة في الميدان, حتى تم تشويه طابع كل منها وأصبحت كلها متشابهة ومستنسخة غير وفية لذاكرتها. تلك الذاكرة التي يعتز بها كل ابن او ابنة منطقته وتلعب دورا ثقافيا ونفسيا وروحيا جوهريا في تربية الشخصية وجعلها متشبتة وفخورة بالتراب الذي تعيش به”.
و أوضحت أن ” غرس النخيل خارج مجاله الواحي خطأ مهني بيئي فادح لأنه انتهاك للهوية والذاكرة المنظرية للمجال الترابي وما أحوجنا لإرساء وترسيخ الهوية من أجل الصحة النفسية للساكنة والأمن المجتمعي و إغناء شروط السياحة الوطنية والدولية
لأن النخلة المغروسة بغير مجالها تتعذب ولا تكون بصحة جيدة وينتهي بها الأمر الى الذبول ثم الموت لأن النخل وخاصة الكبير القامة, ياهض الثمن أي أنه مكلف على مستوى ميزانية الجماعة الترابية ولا داعي للتذكير كم أننا في حاجة للحكامة”.
و أضافت أن “النخل لا يمدنا بالظل اللازم الا اذا كان على شكل مجموعة الشيء الذي يصبح جد مكلف – النخل لا يمد كل الخدمات الايكولوجية وبنفس النسبة، التي تمدها الشجرة كامتصاص ثاني اكسيد الكربون”.
و أشارت إلى أن ” النخل لا يحمي من انجراف التربة كما الشجرة وبالطبع, حين نخون التنوع البيولوجي بمجال ما فإننا نخون المنظومة الإحيائية برمتها”.
وطالبت بـ ” إعطاء الأمر بجميع جهات التراب الوطني باستثناء المجال الواحاتي بتوقيف التهيئة غير المهنية هذه والغرس العشوائي واللامسؤول للنخيل,مع النهوض بغرس الأشجار الملائمة لكل بيئة جهوية حسب مخطط منظري مهني مستدام”.