زنقة20| الرباط
أكد رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، أن الشباب المغربي يوجد في صلب الرؤية التنموية للملك محمد السادس ونحن مدعوون جميعا لتنزيل هذه الأولويات من خلال سياسات عمومية خاصة بالشباب وتطوير منظومة تشريعية ملائمة وتوفير كل الإمكانيات لضمان انبثاق نموذج وطني جديد للتمكين الاقتصادي والاجتماعي لشبابنا.
وأضاف ميارة، في كلمة له خلال في لقاء الجمعية المغربية للبرلمانيين الشباب، اليوم السبت، بمقر مجلس المستشارين، أن الشباب المغربي ما بين 15 و34 سنة حوالي 33 في المائة من الساكنة، ويسجل أن أكثر من 4.5 ملايين منهم غير نشيطين، لا هم في المدرسة ولا في التكوين ولا في العمل(NEET) . كما يمثل الشباب الفئة الأكثر عرضة لتبعات أزمة كوفيد-19، لاسيما من حيث صعوبة الولوج إلى سوق الشغل، وذلك حسب مجموعة من التقارير الوطنية والدولية.
وتابع ميارة بالقول “بلادنا مجموعة من المبادرات لتشجيع تشغيل الشباب كالبرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات “انطلاقة” الذي يتيح تمويلات تصل الى 1.2 مليون درهم، وبرنامج أوراش لإحداث 250.000 فرصة شغل مباشر في أوراش مؤقتة خلال سنتي 2022 و2023 وبرنامج فرصة الذي يهدف إلى مواكبة 10000 من حاملي المشاريع في جميع قطاعات الاقتصاد، مع ضمان مبادئ المساواة الجهوية والمساواة بين الجنسين”.
هذا وقد أولى التقرير العام للنموذج التنموي الجديد، ضيف نعم ميارة،” أهمية كبرى للشباب، إذ أوصى بتشجيع إدماجهم وتنمية شخصيتهم عبر الرفع من فرص وسبل المشاركة المتاحة لهم، واقترح من أجل ذلك ثلاث رافعات أساسية. وأكد التقرير أن تنمية المغرب ترتكز على شباب متحرر ومزدهر وكفء يتحلى بروح المواطنة والمبادرة وينمي ذاته ويحقق طاقاته ويساهم في تنمية البلاد، وزاد أن من بين أهم الرهانات التي يواجهها البلد جعل الشباب يتكسبون الكفاءات التي هم في حاجة إليها ومنحهم فرص تحسين آفاقهم المستقبلية”.
وشدد رئيس مجلس المستشارين على أن” المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تحرير طاقات الشباب وبناء المناخ المناسب لضمان نجاحاتهم على مستوى المقاولة والتكوين والبحث العلمي، وهو ما يجب مواكبته بتقوية التمويلات الخاصة بالمقاولات المبتكرة الناشئة(Start-up) وتطوير أبناك مشاريع موجهة للشباب وإصلاح منظومة الصفقات العمومية بشكل يمكن الشباب من فرص الاستفادة من الصفقات العمومية، بجانب تطوير حاضنات على مستوى الجماعات الترابية لاستقبال مقاولات الشباب وتوفير فضاءات العمل المشترك(Coworking spaces) متصلة بالأنترنت العالى الصبيب وتتوفر على خدمات عالية الجودة. كما ندعو الى التفكير في إمكانية إحداث صفة “مقاولة شبابية” تستفيد من تحفيزات جبائية فعالة ومواكبة ومصاحبة تقنية وتجارية. ونحن على يقين أن ميثاق الاستثمار سيقدم مستجدات مهمة وآليات عملية لدعم القدرات المقاولاتية للشباب، خاصة وأن أحد الدعامات الأساسية التي جاءت في مشروع القانون إطار بمثابة ميثاق الاستثمار تركز بشكل كبير على تقوية وتعزيز قدرات المقاولات الصغيرة على المستويات التمويلية والتنافسية والتسويقية”.
وأكد ميارة أن” مجلس المستشارين من موقعه كسلطة تشريعية معنية دستوريا بممارسة الرقابة والتشريع والدبلوماسية الموازية وتقييم السياسات العامة والعمومية، واستحضارا لامتداد مكوناته ترابيا ومهنيا واقتصاديا واجتماعيا، بادر بتنظيم “ملتقى مجلس المستشارين للشباب المغربي ” في دورته التأسيسية بهدف تثمين مساهمته الاقتراحية الفاعلة في تأطير الشباب المغربي وإدماجه المؤسساتي، والإنصات لهواجسه والتفاعل مع تطلعاته وطموحاته المتعددة في كل مجالات الفعل الاجتماعي والثقافي والفني والتنموي.
“كما أحدث مجلس المستشارين مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالتحضير للجلسة السنوية لتقييم السياسات العمومية حول الشباب، التي أعدت تقريرا مفصلا حول الموضوع وذلك بعد سلسلة من جلسات الاستماع واللقاءات الميدانية والاطلاع على مجموعة من الوثائق والدراسات والتقارير المنجزة حول موضوع تأهيل وإدماج الشباب في الحياة الاقتصادية” يقول ميارة.
وقد قدمت هذه المجموعة الموضوعاتية جملة من التوصيات الهامة، يؤكد رئيس المجلى،” كان من بينها إعادة صياغة السياسات العمومية الموجهة للشباب على ضوء المتغيرات الجديدة المتمثلة في توجهات النموذج التنموي الجديد، ومخلفات وتداعيات جائحة كوفيد 19، ورهانات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتثبيت هندسة حكومية قارة للشباب تمنح فيها للقطاع صلاحيات وإمكانات للتتبع والمواكبة في تنفيذ السياسات القطاعية في الجوانب التي تعنى فيها بالشباب، بجانب تعزيز البنيات التحتية الكبرى بالجهات لتيسير جلب الاستثمارات المدرة للثروة والمنتجة لفرص الشغل الملائمة لتعزيز الاستقرار والحد من آفة الهجرة الداخلية والخارجية التي تستنزف الطاقات و الكفاءات، بالإضافة الى تبعاتها الاجتماعية. .
وسيظل موضوع الشباب أحد المحاور الرئيسية لعمل مجلس المستشارين على مستويات التشريع ومراقبة العمل الحكومي، حسب ميارة، مؤكداً على أن المجلس مستعد لمواكبة الدينامية الوطنية لانبثاق نموذج مغربي جديد للسياسات العمومية الخاصة بالشباب.