زنقة 20 | علي التومي
تسعى مدينة طرفاية منذ سنوات؛ إلى إبراز اهم مؤهلاتها السياحية من خلال التعريف بمآثرها التاريخية و رمالها شواطئها الذهبية الدافئة لإنعاش القطاع السياحي بالمنطقة وجعلها مدينة محط انظار السياح بالعالم.
وتحظى طرفاية بموقع جغرافي مناسب باعتبارها كأقرب نقطة من سواحل جزر الكناري الاسبانية،و تتوفر على ثروة طبيعية وسمكية كبيرة، إضافة إلى شواطئها العريضة.
كل هذا؛ جعل من اقليم طرفاية ان يتصدر اقاليم ومدن الصحراء بمؤهلات سياحية جد هامة، مكنتها من تحفيز السياح الأجانب والباحثين عن المعرفة.
وبفضل المجهودات المبذولة من قبل الدولة وسلطات الاقليم والشركاء والمتدخلين،استطاعت مدينة طرفاية العريقة ان تنافس بقية مدن الصحراء خاصة في المجال السياحي وطيلة السنوات الثلاث الاخيرة.
ويشار الى أن مدينة طرفاية تتوفر على مآثر عمرانية ظلت شاهدة على التغيرات التي مر منها الإقليم، على غرار دار البحر “كسمار” وهي أهم معلمة تاريخية تميز طرفاية عن باقي المدن بالصحراء.
وبنيت “كسمار” سنة 1882 على يد الانجليزي دونالد ماكينزي، وكان الغرض من بنائها أول مرة توظيفها كمركز تجاري للتهرب من الضرائب المرتفعة المفروضة في بعض الموانئ الأخرى كميناء الصويرة “موكادور”، حيث شيدت كسمار على جزيرة صغيرة قبالة شاطئ طرفاية، الوجهة الوحيدة والصديق الأنيس للساكنة المحلية للترفيه والترويح عن النفس.
واستمر هذا الحصن التجاري صامدا يواجه أمواج المحيط الأطلسي لمدة 128 سنة إلى حدود اليوم، رغم التشققات والإهمال الذي طاله، فالمعلمة الوحيدة التي تزخر بها مدينة الطرفاية تحتضر يوما بعد يوم ومهددة بالسقوط.
ويعتبر الموقع التاريخي “كسمار”، كنموذج للتراث المبني ” الكونيالي” لما له من دور في تاريخ أهل الصحراء خلال أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ولمكانة وقيمة هذا المعلم الحضاري في الوقت الراهن بعد الإهمال والضياع الذي يتعرض، يسائل الجميع، وعلى رأسهم المصالح الوصية على الثقافة والتراث، من أجل حمايته وصيانته وترميمه لحفظ الذاكرة الجماعية، وليكون مصدرا من مصادر تنمية الجهة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا .
وتقع مدينة طرفاية على ساحل المحيط الاطلسي الجنوبي الغربي للمملكة، وتبعد عن مدينة العيون بحوالي 100 كلم، حيث كانت في الحقبة الاستعمارية مستعمرة إسبانية تحت اسم Villa Bens، وتم استرجاعها بعد حرب بين المغرب والدول المستعمرة خاصة إسبانيا.