زنقة 20 . وكالات
قال البنك الدولي إن أسعار النفط التي انخفضت بشكل حاد على مدى الشهور الماضية، من المحتمل أن تبقى كذلك على المدى القصير والمتوسط، إذا كان ما نشهده حاليا من موجة انخفاض في الأسعار، مشابه لانهيار أسعار النفط الذى حدث في الفترة بين عامي 1985 و1986.
وأبقى البنك الدولي في تقرير حصلت وكالة الأناضول على نسخه منه اليوم الأربعاء، على توقعاته لأسعار النفط خلال العام الجاري والمقبل عند 53 دولارا و 57 دولارا على التوالي ودون أدنى تغيير عن توقعاته الصادرة فى يناير / كانون الثاني الماضي.
وانخفضت أسعار النفط بأكثر من 50 % في الفترة بين يونيو / حزيران 2014 وحتى مارس / آذار 2015.
وقال البنك الدولي فى تقريره إن ظهور النفط الصخري، قد يشير إلى فترة طويلة من انخفاض أسعار النفط، وفق تحليل خاص تضمنه التقرير ركز على أخر 4 انخفاضات استثنائية لأسعار النفط على مستوى العالم.
وأضاف البنك الدولي أنه أجرى تحليلا على صدمات الأسعار التي حدثت في الفترات بين عامي 1985 و 1986، وكذلك فى الفترة بين عامي 1990 و1991، والفترة بين عامي 2008 و 2009 ، وكذلك الأزمة الأخيرة بين عامي 2014 و،2015مشيرا إلى أن الأزمة الحالية تتشابه كثيرا مع أزمة انخفاض الأسعار التي شهدها العالم فى الفترة بين عامي 1985 و 1986.
وانخفضت أسعار النفط بشكل حاد فى الفترة بين نوفمبر/ تشرين الثاني 1985 ومارس 1986، وبنسبة 66 % على مدى 82 يوم فقط، بينما تراجعت الأسعار منذ أكتوبر / تشرين الأول 2014 وحتى يناير / كانون الثاني 2015 بنسبة 51 % وعلى مدى 83 يوم فقط وفقا لتقرير البنك الدولي.
وقال جون بافس كبير الاقتصاديين في البنك الدولي ومؤلف رئيسي للتقرير: ” نحن بالفعل نرى العديد من التشابهات بين الفترتين بما فى ذلك ارتفاع إنتاج الدول المنتجة للنفط من غير أوبك، وتغير أهداف أوبك، وكذلك الارتفاع النسبي للأسعار الذى سبق الفترتين”.
وقال التقرير إن هناك عدة عوامل أدت لانخفاض أسعار النفط فى الفترة بين عامي 1985 1986 من بينها ارتفاع إنتاج النفط من الدول غير الأعضاء فى أوبك وخاصة من مناطق ألاسكا والمكسيك وبحر الشمال، وكذلك اتجاه دول العالم نحو ترشيد استهلاكها من النفط والبحث عن بدائل، فضلا عن الركود الذى شهدة العالم في بداية الثمانينات وارتفاع الأسعار فى ذلك الوقت وهو ما دفع الاقتصادات المتقدمة إلى تخفيض استهلاك النفط، هذا فضلا عن تغيير أوبك لاستراتيجيتها بالتركيز على الدفاع عن حصتها السوقية من الحفاظ على الأسعار.
وأضاف البنك الدولي أن المخاطر التي تواجه أسواق الطاقة عالميا والتي قد تؤدى لانخفاض الأسعار، تتمثل بشكل رئيسي في ارتفاع الإنتاج لمستويات تفوق التوقعات، وهو ما قد يحدث في حال عادت إيران لأسواق النفط العالمية بعد قيامها بإبرام اتفاق نووي مع الغرب.
وكانت إيران قد وقعت في الثاني من نيسان/ أبريل الجاري في مدينة لوزان السويسرية اتفاق إطار مع دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، والمانيا)، على أن يتفق الطرفان على التفاصيل التقنية والقانونية للاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني بحلول نهاية حزيران/ يونيو المقبل.
وانخفضت صادرات إيران من النفط الخام والمكثفات من 2.5 مليون برميل / يوميا في 2011 إلى 1.1 مليون برميل في عام 2013 بعد تشديد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات ضد صادراتها النفطية، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وقال البنك إن متوسط أسعار النفط الخام بلغت 51.6 دولارا للبرميل فى الربع الأول من 2015، وذلك مقارنة بـ 74.6 دولارا للبرميل في الربع السابق عليه، لافتا إلى أن الأسعار شهدت حالة من الاستقرار خلال مارس / آذار الماضي ومنذ مطلع أبريل / نيسان الجاري وذلك مع ارتفاع معدلات الطلب لتفوق التوقعات، وهو ما يرجع بشكل جزئي إلى تأثيرات انخفاض الأسعار، وبرودة الطقس.
وأضاف البنك فى تقريره: ” ومع ذلك فإن معدلات الإنتاج تنمو، مع استمرار أوبك في استراتيجيتها الهادفة للحفاظ على حصتها السوقية (بدلا من التركيز على الأسعار) وهى الاستراتيجية التي تبنتها في أخر اجتماع للمنظمة في 27 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي”.
وقررت الدول الأعضاء في أوبك في اجتماعها بنهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي تثبيت سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا.
وأشار البنك الدولي إلى أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع بأكثر من مليون برميل يوميا على أساس سنوي رغم انخفاض عدد الحفارات العاملة في الولايات المتحدة بمقدار النصف (وهو مقياس تقريبي للإمدادات المستقبلية)، خلال الشهور الـ 5 الماضية.