عصيد : المرأة المغربية أثبتت كفاءتها العالية في مختلف القطاعات الحيوية للدولة ولا يبقى إلا تغيير العقليات

زنقة 20 | الرباط

قال المفكر و الكاتب المغربي أحمد عصيد ، أن الحركة النسائية حينما مسيرتها التاريخية الكبرى بالرباط قبل عشرين عاما للمطالبة بإقرار حقوق النساء المغربيات ومراجعة مدونة الأحوال الشخصية مراجعة شاملة، قامت الحركة الإسلامية المغربية بتنظيم مسيرة مضادة في نفس اليوم بالدار البيضاء، للاعتراض على حقوق المرأة ومبدأ المساواة واعتبار مدونة الأسرة مستلهمة من الشريعة الإلهية وغير قابلة لأي تعديل.

و ذكر عصيد في منشور له على فايسبوك، أنه خلال فترات الانتخابات يتساءل كثيرون لماذا تقف المرأة ضد المرأة المرشحة ولا تصوت لها، معتبراً أنها ظاهرة تعم كل بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، البعض ينسب ذلك إلى “الغيرة” أو “الحسد”، والحقيقة حسب عصيد أن المشكل يعود إلى تأثير التربية ومفعول التنشئة الاجتماعية المترتب عن سنوات طويلة من الترويض.

و أشار إلى أن ” الطفلة الصغيرة تتلقى من وسطها العائلي والاجتماعي الكثير من الرسائل والدروس والتوجيهات اليومية التي ترسخ لديها مركب النقص تجاه الأطفال الذكور، ولهذا تقاوم المرأة بشكل لا شعوري أية محاولة لتحريرها، لأن الصور النمطية التي انطبعت في ذهنها حول وضعية الإناث وأدوارهن تصبح حاجزا نفسيا حقيقيا أمام تصور وضعية أرقى أو أفضل، كما أن مجمل تلك الرسائل والتوجيهات تنتهي بأن ترسخ في ذهن المرأة أن كفاءتها لا يمكن أن تقارن بكفاءة الرجال”.

و خلص إلى أن نضالية الحركة النسائية وتضحياتها الجسيمة أثبتت عكس ذلك تماما، كما أثبتت المرأة المغربية كفاءتها العالية في مختلف القطاعات الحيوية للدولة، ولا يبقى إلا تغيير العقليات والقضاء على الصورة النمطية القديمة، التي تقتات من نظم العلاقات التقليدية، وذلك عبر تفكيك تلك النظم ونقدها عبر التعليم والتربية وقنوات التواصل والاتصال والإعلام، حتى لا يظل وعي الناس مفارقا لواقعهم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد