زنقة 20 | وكالات
أصبح هاتف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي لا ينقطع ولا يكف عن استخدامه، السلاح الأكثر فاعلية بالنسبة له في مواجهة الغزو الروسي لبلاده.
وعبر سلسلة من المكالمات الهاتفية من كييف المحاصرة، استطاع زيلينسكي إقناع الغرب بالموافقة على مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا، لم يكن من الممكن تصورها قبل أسبوع، ولم تكن واردة قبل ذلك لأسباب عدة.
وبجانب تواصله الدائم مع القادة الغربيين، يستخدم زيلينسكي تويتر الخاص به مرة لإقناع حلفائه، ومرة لتشجيعهم، وأخرى لتوبيخهم، أو الثناء عليهم.
ونقلت صحيفة “الغارديان” عن مكتب أحد القادة الغربيين: “نحن نخشى منه. قد لا يتمكن في النهاية من إنقاذ أوكرانيا، أو تغيير روسيا، لكنه يغير أوروبا”.
وفي اليوم السابق، كان عدد المكالمات متشابها، وكلها ركزت على طلبات الأسلحة وفرض عقوبات أكثر صرامة، مما يثير التساؤلات حول كيفية تمكن زيلينسكي من إجراء كل هذه المكالمات، وحشد الجبهة الداخلية، وتوجيه جيشه، في آن واحد.
وحسب “غارديان”، ربما كان من الصعب فهم كيف ينام زيلينسكي مع كل ذلك، لكن مكالماته الهاتفية أنتجت مكافآت ذهبية وساعدت في تحول مواقف بعض الدول.
ما يدل على ذلك، هو رؤية كيفية تغير موقف ألمانيا، في غضون أسبوع، بما يقترب من 180 درجة، من مسألة مبيعات الأسلحة إلى أوكرانيا، وتعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، والموافقة على قطع روسيا عن نظام سويفت المصرفي.
هذه المجموعة من التغيرات غير العادية في السياسة، تمثل نقطة تحول في عقلية ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ويرى البعض بأن زيلينسكي، من خلال حنكته، سلم المبادرة إلى دول مثل المملكة المتحدة وكندا وفرنسا للتأثير على الآخرين لقبول إمكانية عزل روسيا عن أنظمة المدفوعات سويفت ليلة السبت، في حين لا تزال بعض العقوبات الأكثر صرامة في الجيب الخلفي.
ورغم اعتراف البعض في الغرب بأن فرص الجيش الأوكراني في الصمود أمام القوات الروسية المتفوقة على المدى الطويل محدودة، فإن الهدف الحقيقي هو رفع الثمن الذي يدفعه بوتين اقتصاديا وسياسيا، مقابل ذلك، إلى درجة تجعله مجبرا على إدراك أنه لا يستطيع الفوز بشروطه.