زنقة 20 | الرباط
حاوره : جمال بورفيسي
يؤكد عبد الحميد فاتيحي، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، في الحوار التالي، أن المؤتمر الوطني للاتحاد الاشتراكي، المزمع تنظيمه نهاية الأسبوع الجاري ببوزنيقة، سيشكل محطة هامة لتحصين المكتسبات التي حققها الحزب منذ عقد من الزمن، والمضي قدما في تعزيز تموقع الحزب في المشهد السياسي والحزبي.
ويؤكد فاتيحي، في السياق نفسه، أن أهم مكسب حققه الحزب في السنوات الأخيرة هو تحصين نفسه من التصدعات والانشقاقات وهو ما يفسر توجه الاتحاديين نحو المؤتمر وهم متحدون. ومتحمسون لإنجاح هذه المحطة الهامة.
يعقد حزب الاتحاد الاشتراكي نهاية الأسبوع الجاري( الجمعة والسبت 28 و 29 يناير 2022) مؤتمره الوطني الحادي عشر ببوزنيقة في سياق تهيمن عليه الأزمة الصحية العالمية وتحديات وطنية واقليمية ودولية كبرى. ما هي في نظركم أهم رهانات المؤتمر؟
لابد أن نسجل أولا، أن المؤتمر الوطني الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي يأتي في سياق مطبوع بالعودة القوية للحزب إلى المشهد السياسي والانتخابي، وهو ما تعكسه النتائج المشرفة التي حصل عليها الحزب في الاستحقاقات الانتخابية لثامن شتنبر، والتي بوأت الحزب المرتبة الرابعة على مستوى المقاعد النيابية.
العودة القوية للحزب تتجلى ، كذلك، في وجود جبهة داخلية ما فتئت تتقوى إلى درجة يمكن أن نؤكد معها أننا سنسير نحو محطة المؤتمر بصف موحد، والاتحاديون معبؤون لإنجاح المؤتمر والحفاظ على وحدة الحزب.
وبالتالي، فإن الرهان الأساسي للمؤتمر يتجلى في ترصيد المكتسبات التي تحققت في السنوات الأخيرة، إلى جانب تجديد الرؤية التنظيمية للحزب. ومن هذا المنطلق، لابد أن نواصل نهج الانفتاح و اعتماد قنوات مفتوحة لاستقطاب الكفاءات والطاقات الموجودة في المجتمع.
لابد أن نعمل على تكييف المشروع السياسي للحزب مع التحولات الطارئة في ظل انتشار كوفيد19 وما يفرضه من تحديات اجتماعية واقتصادية، إلى جانب مواكبة التحولات الطارئة بما يعزز القوة الاقتراحية للحزب ويجعله أكثر تأثيرا وفعالية في المجتمع، وبما يجعله يسهم بقوة في الأوراش الإصلاحية ومواكبتها.
المطلوب من الحزب، كذلك، ضرورة مواكبة تنزيل النموذج التنموي الجديد، من خلال خارطة طريق لتدبير خمس سنوات القادمة. ستكون محطة المؤتمر فرصة لتجديد مواقف الحزب من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن المؤسسات السياسية والدستورية.
ما رأيكم في الطعون التي قدمها بعض المرشحين ضد الطريقة التي تم بها التحضير للمؤتمر؟
أولا، ينبغي التأكيد على أن المؤتمر الوطني الحادي عشر، سيشكل استثناء من حيث أنه سينظم بمنآى عن التصدعات التي كانت تواكب مؤتمرات الحزب في أوقات سابقة، لذلك، فهذه أول مرة نتجه إلى المؤتمر ونحن منسجمون ومتماسكون، بطبيعة الحال وهذا شيئ عادي، من الطبيعي أن تبرز بعض الأصوات المعارضة والمنتقدة للطريقة التي يحضر بها المؤتمر، لابد أن توجه انتقادات بهذا الخصوص، ولكن بنية الحزب متماسكة والجميع منخرط في التحضير للمؤتمر في أجواء يطبعها الهدوء وروح المسؤولية .
لقد أثارت “الولاية الثالثة” جدلا واسعا في أوساط المتتبعين للشأن السياسي والحزبي الوطني، كيف واكبتم هذا الجدل؟
أولا ، لم يتم الحسم بعد في قضية الولاية الثالثة طالما أن المؤتمر سيبقى سيد نفسه وهو المخول له الحسم في المقرر التنظيمي الذي يتضمن عدة نقط من بينها تمديد فترة اشتغال الأجهزة التنفيذية للحزب لولاية ثالثة تفاديا لأن تتعطل. وثائق المؤتمر تبقى في نهاية المطاف مشاريع ستخضع للتصويت والمصادقة داخل المؤتمر، غير أن الجدل الذي أثارته مسألة الولاية الثالثة مبالغ فيها وجرى تصخيمها إعلاميا ، ومن الخطأ أن يتم اختزال المؤتمر في مسألة تبقى في نهاية المطاف ثانوية. المؤتمر سيتداول في عدد من القضايا الهامة المطروحة على البلاد ولا يمكن حصر الاهتمام في مسألة الزعامة.
تنتظرنا تحديات كبيرة حاضرا ومستقبلا، ولا بد من التعبئة الداخلية للحزب لمواجتها وتقديم الأجوبة المناسبة عليها.
انعقاد المؤتمر في بداية الولاية السياسية الحالية هو امتياز سيمكن الحزب من تعزيز جبهته الداخلية وتجديد مواقفه باعتباره أصبح القوة المعارضة الأولى في البرلمان .