زنقة 20 ا الرباط
بعد انتشار التطرف والفكر العنيف داخل المخيمات بشكل مهول، فرض النظام العسكري الجزائري على جبهة البوليساريو تنظيم دورات تكوينية في الخطاب الديني لأئمة المساجد داخل مخيمات تندوف، تحت إشراف مباشر لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية.
ووفق وسائل إعلام جزائرية، تتمحور هذه الدورة التكوينية الأولى التي تدوم ثلاثة ايام حول اللوجيستيك وكيفية إدارة الشأن الإداري وكذا الخطاب الديني ووسطية الخطاب المسجدي والابتعاد عن التطرف والفكر العنيف .
وعمدت الجزائر إلى إرسال “جيش” من الأئمة والمختصين في الشأن الديني موالين للنظام الجزائري العسكري لضبط الخطاب الديني، بعد تسجيل ارتفاع حالات التطرف وانتشار الفكر التكفيري داخل المخيمات بسبب الأزمات الداخلية والأوضاع الاقتصادية التي تخلفها سياسة القمع التي تنهجها قيادة البوليساريو وحاضنتها النظام الجزائري.
وتأتي هذه الخطوة بعد رصد تقارير دولية انضمام عشرات الشباب من مخيمات تندوف يحملون الفكر المتطرف للمنظمات الإرهابية على رأسها منطمة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وكانت العديد من التقارير الصادرة عن عدد من الهيئات المتخصصة والمؤسسات السياسية والمستقلة قد نبهت حول الروابط شديدة الصلة بين البوليساريو وداعش. وقد أشارت السلطات الإسبانية بدورها إلى هذا الخطر الكبير الذي يجب مواجهته.
وكان المدير العام للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي والتعاون ، فيدل سينداغورتا ، هو الذي دق ناقوس الخطر، حيث نبه المجتمع الدولي إلى العضوية الهائلة لأعضاء البوليساريو في داعش وبالتالي ، فإن الانفصاليين المسلحين يعززون صفوف الجماعات الإرهابية بالمنطقة.
وسبق لوكالة المخابرات اليابانية بدورها أن نبهت لهذا الارتباط في تقرير لها تحت عنوان “إرهاب كوكوساي يوران 2014” ، تحدد تندوف على أنها مكان لعمليات الاختطاف المتكررة وتصنفها منطقة خطرة.
وكان واضعو هذا التقرير قد أطلقوا ناقوس الخطر في العام الماضي من خلال الكشف عن الصلات بين البوليساريو والقاعدة في شبه الجزيرة العربية وكذلك مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) وجماعات أخرى. ومع الإرهابيين المحليين في منطقة الساحل ، ولا سيما في مالي.