زنقة 20 / الرباط
تتابع مدريد عن كثب التطور الإيجابي الذي تعرفه العلاقات الثنائية بين المغرب والمانيا، والتي توجت بالدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية الاتحادية الألمانية إلى جلالة الملك محمد السادس لزيارة برلين.
الإعلام الإسباني واكب اهتمام مدريد بالعلاقات المغربية الألمانية، حيث خصصت صحيفة ( الباييس) في عددها الصادر اليوم الاثنين، مقالا تحليليا في الموضوع، متسائلة عما إذا كانت مدريد ستحذو حذو ألمانيا في هذا التوجه، وعما إذا كانت مدريد ستغير موقفها من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، في اتجاه دعمها لمقترح الحكم الذاتي.
واستعرضت اليومية الإسبانية بدايات الأزمة التي طرأت على العلاقات المغربية الألمانية والتي أدت إلى اتخاذ المغرب لقرار قطع كل أشكال الاتصال بالسفارة الألمانية بالرباط منذ مارس الماضي، لأسباب تتعلق بالمواقف العدائية لألمانيا تجاه الوحدة الترابية للمملكة، خاصة منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وتجاهل المانيا في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل للدور الحاسم الذي لعبه المغرب وما يزال يلعبه في الملف الليبي، وهو ما تجسد في عدم استضافة برلين للمغرب في قمة برلين الأولى حول ليبيا.
لكن مع مجيئ الحكومة الألمانية الجديدة تغير كل شيئ ، حيث دخلت الأزمة المغربية الألمانية مرحلة الانفراج، وهو ما جعل يومية( الباييس) تتساءل عما إذا كانت مدريد مستعدة للذهاب بعيدا في تعميق علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب.
الصحيفة الواسعة الانتشار، نقلا عن مصدر دبلوماسي إسباني، قالت إن “المصالحة” بين ألمانيا والمغرب لن تزيد الضغط على مدريد ، ” نحن لدينا خارطة طريق خاصة بنا ولا نتأثر بما يفعله الآخرون. تسير الأمور على ما يرام تمامًا ، على الرغم من أنه لا يمكن توقع موعد حدوث التطبيع النهائي للعلاقات الاسبانية المغربية “.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة الإسبانية لم تذهب إلى حدود الآن إلى أبعد من الحكومة الألمانية التي وصفت المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي في الصحراء المغربية بأنه “جدي وذي مصداقية” و “أساس جيد” للتوصل إلى اتفاق.
ورغم ذلك ، أبدى وزير الخارجية الإسباني ، خوسيه مانويل ألباريس ، يوم الثلاثاء الماضي انفتاحا في ما يخص التفكير في اعتبار الحكم الذاتي أحد الخيارات لتسوية النزاع المفتعل في الصحراء، عندما قال إن إسبانيا تؤيد “إيجاد حل للنزاع الذي استمر لفترة طويلة”.
وشدد على أن هذا الحل يجب أن يكون “عادلا وسياسيا ومقبولا لدى الأطراف المعنية في إطار الأمم المتحدة”. لكنه أضاف: “ضمن النطاق الكامل للإمكانيات التي حددتها قرارات مجلس الأمن”.
بعبارة أخرى ، حسب الصحيفة ، لا تنحاز إسبانيا إلى الطرح القاضي بإجراء استفتاء لما يسمى ب”تقرير المصير”، بل هي على استعداد لقبول الحكم الذاتي كأساس لحل النزاع المفتعل، إذا وافقت الأطراف على ذلك وباركته الأمم المتحدة.
وخصصت ( الباييس) حيزا كبيرا للعلاقات الاقتصادية التي تربط المغرب بالاتحاد الأوربي، مع ذكر تنامي الروابط الاقتصادية المغربية الألمانية، حيث كتبت الصحيفة أن الاقتصاد المغربي مرتبط بشكل وثيق بعلاقته التجارية مع أوروبا.
وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن 53.1٪ من الواردات المغربية مصدرها بلدان الاتحاد الأوربي، كما أن نسبة الصادرات المغربية نحو أوربا تصل إلى 66.7٪ .
وتعتبر إسبانيا الشريك التجاري الرئيسي للمغرب ، لكن العلاقة التجارية والاقتصادية بين المغرب وألمانيا عرفت تطورا مهما، إذ تبلغ قيمة الصادرات الألمانية نحو المغرب 2200 مليون يورو ، و توجد 300 شركة المانية بالمغرب ، خاصة في الدار البيضاء وطنجة ، و تسعى ألمانيا إلى مضاعفة استثماراتها بالمغرب في الطاقات المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ه ، الوقود البديل الذي تأمل أن تساعد به في تقليل انبعاثاتها في السنوات المقبلة.
وأشارت الصحيفة،كذلك،إلى الدعم الذي تقدمه ألمانيا لفائدة العديد من البرامج التنموية بالمغرب، والذي أثر سلبا بسبب تجميد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين طيلة عشرة أشهر.