زنقة 20 | عبد الرحيم المسكاوي
تابع المغاربة خلال اليومين الأخيرين، بشغف كبيرة، قصة راعي الغنم بمنطقة تنغير، امحمد المكي، الملقب بـ”موحى ارحال”، والذي ألهب مواقع التواصل الاجتماعي وكبريات الصحف العالمية بفضل كرمه ولبقاته في التعامل مع سائحتين فرنسيتين وفر لهما سبل الراحة والإطمئنان عندما جمعتهم الصدفة في أعماق الجبال، حيث اكشفتا في رحلة قصيرة مصورة معه كرم المغاربة وسحر جمال طبيعة المغرب، حسب شهادتهما التي تنقلتها وسائل الإعلام الدولية.
فلا غرابة إذن نحن كمغاربة، أن نسمع ونشاهد كرم المنطقة التي ينحدر منها “موحى”، والتي زارتها جريدة Rue20، لأن ما لمسته السائحتين الفرنستين من كرم الضيافة والعطاء هو موجود داخل كل أسرة مغربية وعبر ربوع المملكة مع أي ضيف طرق باباها كيف ما كان جنسه ولونه، تقدم له يد المساعدة بدون مقابل.
لكن مايهمنا في قصة “موحى” راعي الغنم البسيط مع السائحتين؛ أنه ساهم في إحياء قيم التعايش والإنسانية التي كادت تختفي عند مخيلت بعض الأجانب تجاه المغرب، بسبب جريمة “شمهروش’’ الشنعاء، التي راح ضحيتها سائحتين اسكندنافيتين سنة 2018 على أيدي متطرفين بجبال إمليل نواحي مراكش، نالوا جزائهم من العقاب، وينهي مخاوف العديد من الأجانب السياح من صعود جبال الأطلس الكبير والصغير من أجل السياحة.
لتمر 5 سنوات على الجريمة التي كانت لها بعض التداعيات على السياحة لتأتي بساطة “موحى” وبشاشته لتصل إلى قلوب الملايين من المغاربة والأوروبيين، وتحمو من تاريخ المغرب وذاكرة العالم جريمة لم يكن للمغاربة ذنب فيها.
وكانت مقاطع فيديو مقتطفة من سلسلة Le P’tit Reporter، الذي أنجزته الصحفية الفرنسية ‘’أوليفيا’’، والذي يبث على قناتها باليوتيوب، كافية لإعطاء صورة مغايرة عن المغاربة بفضل مواطن بسيط تعكس معاملته أخلاق المغاربة.