زنقة 20 | عبد الرحيم المسكاوي
كعادته عاد النظام العسكري الجزائري إلى التظاهر بالبكاء وإراءة الآخرين أنه في حالة بكاء كلما أحس بأنه سيفشل في خطوة ما، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي أو التعاطي مع مجريات الأحداث على الساحة العربية، وخصوصا مايرتبط بالقضية الفلسطينية.
فقبل ساعات، وضمن لعبة التباكي خرج وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، بحوار لجريدة “القدس العربي”، يربط مصير نجاح القمة العربية المزمع عقدها بالجزائر بالحضور” الوازن”، موهما أن هناك مؤامرة لإفشالها بخفض التمثيلية بها من رؤساء وملوك الدول، ولكون أن دول الخليج لاتشارك وجهة النظر الجزائرية في خلط مفاهيم تقرير مصير الشعوب.
ومن مظاهر التباكي قال لعمامرة في حواره أن “هناك من يعمل على تقويض القمة القادمة. فإن فشلوا سيعملون على أن يكون التمثيل هزيلا. لم يعد هناك أقنعة. الكل عاد إلى معسكره الذي يعمل من خلاله. ولكننا سنعمل على جمع العرب حول قواسم مشتركة نتفق عليها”.
وحاول لعمامرة في حواره ربط القضية الفلسطينية بقضية الصحراء المغربية في سياق تاريخي، حول مفهوم “تقرير المصير”، مشوب بكثير من المغالطات وأن القضيتين يربطهما قاسم مشترك هو تقرير المصير، دون أن يكلف نفسه عناء سؤال دولته أين كانت حين كان المغرب ولازال يدافع عن القضية الفلسطينية شعبا وملكا من خلال المواقف واللجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس، ولم يقدم في حواره أية خطوة قامت بها الجزائر سوى مشاركة الجنود الجزائريين في الحرب لتحرير الفلسطنيين، وذلك ما قام به المغرب لكن الفرق هنا هو أن المملكة المغربية استمرت في الدفاع عن القضية بلاهوادة، مقابل غياب الجزائر التام على الساحة العربية.
وهذا ما اعترف به لعمامرة في حواره بالقول أن “الجزائر ابتعدت لسنوات عن المسرح العربي والدولي خاصة أيام العشرية السوداء ولكنها بعد الحراك الشعبي الأخير وتولي القيادة رجال أفرزتهم الانتخابات النزيهة أعادت البلاد إلى طريق الفاعلية والتأثير الإقليمي والدولي”. محاولا إعطاء تصور أن “هناك حرب على الجزائر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية تقودها إسرائيل”.
ولم يتوقف بكاء لعمارة هنا؛ بل انزعج من التقارب المغربي الإسرائيلي، معترفا بعظمة لسانه أن هذا التقارب خدم قضية الصحراء المغربية، وهذا مايكشف أن النظام العسكري الجزائري يحاول ربط القضية الفلسطينية بقضية الصحراء المغربية وإيهام المنتظم الدولي أنهما يجمعها قاسم مشترك. أما الحقيقة التي باتت تنكشف هي أن هذا النظام يستغل القضية الفلسطينية كحجة لتقسيم المغرب وتنفيذ أطماعه التوسعية وعينه على المحيط الأطلسي.
فإلى متى هذا التباكي، ومتى سنجد من يتألم بصدق، ويعمل بجد؛ لتخليص الجزائر من الإرهاب العسكري، والانطلاق نحو البناء والعمران؟.