وأظهرت الأبحاث أنّ اللقاحات تحمي بقوة من الإصابة بالمرض الشديد والموت، حتى بعد مرور أشهر على تحصين الأشخاص، رغم تسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا مع ظهور متحوّر دلتا.
وبيّنت دراسة واسعة النطاق، شملت 780 ألف محارب سابق، أنّ اللقاحات الثلاثة المعتمدة في الولايات المتحدة الأمريكية تمنح حماية قوية من الوفاة الناجمة عن “كوفيد-19″، رغم تراجع فعاليتها ضد الإصابة بالمرض معتدل العوارض أو من دونها، إلى حدّ كبير.
ورأى الباحثون الذين حلّلوا بيانات الرجال والنساء من المحاربين القدامى الذين تلقوا علاجًا في مراكز الإدارة الصحية، أنّ فعالية مجمل اللقاحات ضد كل فئات المرض تراجعت من 87،9% في فبراير إلى 48،1% في تشرين الأول/أكتوبر. وشملت دراستهم فقط المحاربين القدامى الذين تلقوا جرعتي اللقاح، وأخذوا في الاعتبار نتائج فحوص “بي سي ار”، المعيار الأساس لتحديد الإصابة بفيروس كورونا.
وكشفت “تحليلاتنا لأنواع اللقاحات، وبينها فايزر-بيو إن تك، ومودرنا، وجونسون إند جونسون، تراجعًا في فعالية الحماية من الإصابة مع مرور الوقت، لا سيما في ما خص لقاح حونسون اند جونسون. لكن، رغم ارتفاع خطر الإصابة جراء متحوّر دلتا، تبقى فعالية اللقاح عالية لجهة الحماية من خطر الوفاة بعد الإصابة. وتظهر هذه النتائج الحاجة الملحة لإعادة إستخدام أنواع الوقاية المختلفة، مثل الكمامة، والتباعد الاجتماعي، حتى بين الأشخاص الملقّحين، في موازاة بذل جهود حاليًا لزيادة معدلات التلقيح”.
ولفت الباحثون إلى أنّ البيانات التي في حوزتهم محدّثة أكثر من تلك التي تملكها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، رغم اقتصارها على بيانات المحاربين القدامى، الذين قد لا يمثلون سكان الولايات المتحدة الأمريكية. ووفق باربرا كوهن، عالمة الأوبئة في مركز كاليفورنيا الصحي العام في أوكلاند الأمريكية، التي ساهمت في الإشراف على الدراسة، أنّه رغم وجود خلل بالنسبة للتمثيل الجندري حيث غالبية البيانات تخصّ الرجال، لكنها قد تكون ممثّلة للأقليات أكثر من مجموعات الدراسات الأخرى.
وبلغت نسبة فعالية لقاح “مودرنا” للحماية من الإصابة 89،2% في مارس، لتسجّل تراجعًا إلى نسبة 58% بحلول سبتمبر.
أمّا لقاح “فايزر” فكانت نسبة حمايته 86،9% في مارس، وتدنّت إلى 43،3% في سبتمبر.
وكشفت الدراسة أنّ فعالية لقاح “جونسون إند جونسون” ضد خطر الوفاة بين المحاربين القدامى ما دون 65 عامًا، تراجعت إلى 73% يوليو أكتوبر، وسجل لقاح “مودرنا” 81،5%، و”فايزر” 84،3%. ولمن تبلغ أعمارهم 65 وما فوق، يؤمّن لقاح “جونسون إند جونسون” حماية من خطر الموت بنسبة 52،2%، و”مودرنا” بنسبة 75،5%، و”فايزر” بنسبة 70،1%.
وأجريت دراسة أخرى بالتنسيق مع المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، كشفت أنّ الأشخاص الذين تلقوا احتمال الاستشفاء أو الوفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا لدى الأشخاص الذين تلقوا “فايزر” أو “مودرنا” تقل بالمقارنة مع الأشخاص غير المحصّنين.