زنقة 20 | الرباط
كشفت وثائق داخلية مُسرّبة من فيسبوك أن المدققين البشريين والآليين لعملاق التواصل الاجتماعي يواجهون صعوبات عديدة في فهم اللهجات المتنوعة المستخدمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيًا، لاسيما الدارجة المغربية و العامية المصرية، بحسب دراستان أجرتهما الشركة العام الماضي.
وقالت الدراستين، وهي عبارة عن سرد مفصل لآلية التعامل مع اللغة العربية عبر فيسبوك، إن المِنصة حصدت نجاحًا أقل على صعيد فهم ومراقبة المحتوى العربي.
وبحلول العام الماضي، حلّت اللغة العربية في المرتبة الثالثة من حيث أكثر اللغات انتشارًا عبر هذه المنصة الاجتماعية، حيث يقضي الأشخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقتاً أطول كل يوم مع خدمات فيسبوك مقارنة بالمستخدمين في أي منطقة أخرى، وفق الدراسة التي أبرزها تقرير لمجلة “وايرد” الأمريكية.
وأكدت الدراسة المذكورة أن “اللغة العربية هي ليست لغة واحدة فقط”، مبينة أنه موضحة “من الأفضل اعتبارها مجموعة من اللغات، العديد منها مُبهمة”.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الوثائق الدالة على النقص الذي يعاني منه فيسبوك بخصوص اللغة العربية ليست سوى جزءاً من مجموعة المواد المتاحة في الشركة، تُعرف مجتمعة باسم” أوراق فيسبوك”.
بحسب ما جاء في الوثائق المذكورة، تتضمن بعض إخفاقات فيسبوك مشاكل تقنية ليس من السهل إيجاد حلول لها. لذا، تلجأ الشركة إلى الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في إدارة المحتوى المثير للمشاكل؛ إذ لا يتمكن الموظفون البشريين في فيسبوك مراجعة كل مشاركة.
بيد أن علماء الكمبيوتر يقولون إن خوارزميات التعلم الآلي لا تفهم حتى الآن الفروق الدقيقة في اللغة. ويبدو أن أوجه القصور الأخرى تعكس اختيارات فيسبوك بخصوص مكان وحجم الاستثمارات، لا سيما بعد أن وصلت أرباحها في العام الماضي إلى أكثر من 29 مليار دولار.
فعلى سبيل المثال، تقول الشركة أن ما يقارب ثلثي مستخدمين موقع فيسبوك يتحدثون لغة أخرى غير الإنجليزية التي يُعتمد عليها في تنظيم المحتوى في مختلف أرجاء العالم.
وأفاد الناطق باسم فيسبوك، بأن الشركة توظف لديها 15 ألف مدقق للمحتوى بأكثر من 70 لغة، وقد نشرت معايير المجتمع الخاصة بها في 47 لغة مختلفة. ومع ذلك، يقدم فيسبوك خدمته بأكثر من 110 لغة، ولا يزال المستخدمون ينشرون بلغات إضافية، بحسب المجلة.
وبالحديث عن اللغة العربية، تُجرى معظم عمليات مراجعة محتوى فيسبوك في الدار البيضاء بالمغرب، وفق ما أكدته إحدى الوثائق، بواسطة موظفين معينين محلياً.
وهذا يعني أن الأخطاء عند التعامل مع المحتوى من خارج شمال أفريقيا “مضمونة فعليًا”، وفق الوثيقة.
بيد أنه، وحتى في لهجات شمال أفريقيا، فإن الأخطاء تمثل مشكلة.