زنقة 20 . الرباط
يعقد حزب العدالة والتنمية مؤتمره الوطني الاستثنائي يوم 30 أكتوبر الجاري، في سياق أزمة داخلية غير مسبوقة كان من تجلياتها اندحار الحزب في الاستحقاقات الانتخابية الماضية.
وعلم موقع زنقة20 ، أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي يرأسها جامع المعتصم، أنهت عملية التحضير لهذه المحطة، وتنكب حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على وثائق المؤتمر الاستثنائي.
وسيشكل المؤتمر الوطني الاستثنائي للحزب محطة لتقييم النتائج السلبية التي حصل عليها الحزب في المسلسل الانتخابي الذي عرفه المغرب في الصيف الماضي، وبصفة خاصة، الخسارة المدوية للحزب في الانتخابات التشريعية لثامن شتنبر 2021، التي لم يحصد الحزب فيها سوى 13مقعدا نيابيا، في الوقت الذي حصل فيه على125مقعدا في انتخابات2016.
وسينعقد مؤتمر البيجيدي بدون رهانات كبرى، إذ سيتم انتخاب أمانة عامة جديدة ستدبر مرحلة ما قبل المؤتمر الوطني العادي للحزب الذي سيعيد النظر في المرتكزات النظرية للحزب وسيتبنى نظرية أطروحة جديدة للتنظيم.
وكان عبد العالي حامي الدين أحد المنظرين الأساسيين في الحزب، أكد في مقال رأي بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية، أن المرحلة التي يمر بها حزب العدالة والتنمية تحتاج إلى إعمال النظر بروية عميقة ومنهجية نقدية صارمة تتحرر من هول الصدمة وتستشرف المستقبل عن طريق وضع بعض المداخل المساعدة في بناء أطروحة نظرية جديدة.
وأضاف أن ما حصل بوم 8 شتنبر يوفر فرصة تاريخية للقيام بوقفة تأملية في مسار تجربة العدالة والتنمية.
وفيما أكد عبد العالي حامي الدين أن النتائج الرسمية التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية لا تعكس الوزن السياسي والانتخابي له، أبرز أنها مع ذلك تبقى من المنظور الواقعي نتيجة حتمية لأسباب ذاتية بالدرجة الأولى وأخرى موضوعية لا يمكن إنكارها.
وزاد قائلا: “فقط ينبغي التحلي بفضيلة النقد الذاتي وبقليل من الوضوح والصراحة والجرأة في التعبير، دون التورط في القراءة التآمرية للشروط التي أحاطت بانتخابات يوم الثامن من شتنبر”.
وشدد حامي الدين على حتمية تجديد النظر السياسي لحزب العدالة والتنمية وإعادة قراءته للمشهد الحزبي والسياسي الذي يتحرك فيه، مبرزا أن عقدة الانتماء التاريخي للحركة الإسلامية لم يسمح للجيل المؤسس بتجاوز مجموعة من المفاهيم والمقولات النظرية وأيضا بعض الاختيارات السلوكية التي خلقت حواجز ثقافية ونفسية مع فئات سياسية واجتماعية معينة لها اختيارات أخرى مختلفة في نمط الحياة والمعيش اليومي.