زنقة 20. أكادير
شكلت الانتخابات التشريعية والجهوية الأخيرة محطة جد مهمة في مسار تعزيز حضور المرأة في المؤسسات التمثيلية، حيث سجلت مشاركة النساء ارتفاعا ملحوظا من خلال الارقام التي تم تحقيقها في أفق تنزيل حقيقي للمناصفة.
زينة إدحلي، واحدة من النساء اللواتي برزن بشكل ملموس وفرضن حضورهن في تشريعيات 08 شتنبر، ليس لأنها المرأة “الأيقونة” كما يلقبها المقربون، بل ايضا لأنها استطاعت أن تحصد أكثر من ثلث مليون من أصوات جهة سوس ماسة وفازت لائحتها بمقعدين بالبرلمان عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وهو ما اعتبره ملاحظون انجازا لم يسبق تحقيقه من قبل ولو لم يكن الأمر مرتبط بالقاسم الانتخابي لكان مرور كل أعضاء لائحتها مضمونا لقبة البرلمان.
“صاحبة البدلة السوداء” زينة إدحلي والتي حصدت حمامتها ارقاما كبيرة جعلها تتصدر أعلى نسبة مسجلة للأصوات المعبرة عنها للوائح التشريعية الجهوية، هي ابنة مدينة تيزنيت، شغف اهتمامها بالعمل السياسي والجمعوي، راودها منذ نعومة أظافرها، إذ أنها نشأت في أسرة وطنية مرتبطة بالشأن السياسي والجمعوي محليا ووطنيا.
إن المتتبع لخطابات الحملة الانتخابية للمحامية بهيئة أكادير و المؤسسة لجائزة أفضل أطروحة الدكتوراه في القانون الخاص على المستوى الوطني، زينة إدحلي، لا يمكنه إلا أن يسجل حضور نبرة التغيير والطموح في كلماتها، حيث تؤكد زينة، وهي في حماسة وحرقة لغة المترافع، أن من أهم أسباب دخولها غمار العمل السياسي هو رغبتها الجامحة في تحقيق تغيير ملموس في المنطقة، عبر مواكبة ما تقوم به في الميدان الجمعوي سياسيا، وهو ما شجعها، تسترسل في كلمتها، على الترشح لأول مرة، عبر الانخراط في العمل الجمعوي، من خلال مركز سوس ماسة للدراسات القانونية والاجتماعية، الجمعية التي أسستها بعدما لاحظت وجود صعوبات مادية لدى أبناء المنطقة في التنقل إلى مراكش أو الرباط لاجتياز المباريات والامتحانات أو المشاركة في الندوات والأنشطة، لذا فكرت في إمكانية تنظيم هذه الأنشطة محليا بالمنطقة والتخفيف من جزء من معاناتهم”.
وحول سبب اختيارها لحزب الأحرار للترشح باسمه، اعتبرت زينة إدحلي، المقبلة على مناقشة رسالة الدكتوراه حول ”المبدأ التعويضي في مجال التأمين” أن الحزب استطاع تقديم صورة جديدة تختلف عن الماضي، من خلال التغيير الكبير الذي عرفه التجمع الوطني للأحرار، في ظل الدينامية الجديدة التي أطلقها السيد الرئيس، وهذه أسباب جعلتني أختار حزب الحمامة دون غيره”، زيادة على ”العلاقة المميزة التي كانت تجمع والدي الراحل الحاج إبراهيم بالسيد عزيز أخنوش”.
تجدر الإشارة أن البرلمانية التجمعية بصمت حضورا جمعويا كبيرة بجهة سوس ماسة، من خلال ترأسها لعدة جمعيات خيرية ومدنية واجتماعية، كما لها إسهامات في عدة مجالات فكرية وثقافية وحقوقية جعلت من فكرة الانخراط السياسي رغبة شخصية ومؤسساتية من أجل المساهمة في إحداث التغيير بالمنطقة والبحث عن الحلول اللازمة لتجاوز المشاكل المرتبطة بها والمضي قدما لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للجهة.