زنقة 20. الرباط
أكملت الأزمة التي تسببت فيها الحكومة الاسبانية شهرها الثاني. دون أن تظهر بوادر الانفراج.
لكن يبدو أن ثمة تحركات وراء الستار لإنهاء الأزمة، وهو ما لمحت إليه وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية ارانشا كونزاليس لايا في حوار خصت به يومية “لافانوارديا“، حيث أكدت أن الحذر والتحفظ ضروريان لخلق أجواء الثقة الممهدة لاستئناف العلاقات الثنائية بين المغرب واسبانيا.
وظهرت الوزيرة فعلا متحفظة بشكل مبالغ فيه، إلى درجة أنها نبهت محاورها إلى أنها ستكون مملة خلال فترة الحوار في ما يخص الأزمة المغربية الاسبانية، بسبب شح المعلومات التي يمكن أن تكشف عنها.
الوزيرة قالت إن هاجس الحكومة الاسبانية، في الوقت الحالي هو العمل من أجل استعادة الثقة مع المغرب والعودة إلى العلاقات الطبيعية بأسرع ما يمكن.
في السياق نفسه، وحول سؤال ما إذا كانت الوزيرة راجعت موقفها ومارست النقد الذاتي بشأن قرار استقبال جلاد تندوف، قالت الوزيرة إنها من أشد الناس ممارسة للنقد الذاتي، غير أنها ايضا معروفة بتشبثها بقناعاتها التي لا تغيرها بسهولة.
وأضافت الوزيرة أنها تعهدت بمسألتين اثنتين بعد توليها لمنصبها الحكومي، الأولى هو الدفاع عن المصالح العليا لإسبانيا. والثانية الدفاع عن قيم المجتمع الاسباني.
وبالنسبة لموقف الولايات المتحدة الأمريكية وامتناعها عن دعم اسبانيا خلافا للاتحاد الأوربي، أجابت الوزيرة، أنه يتعين استحضار مسألتين، الأولى تتعلق بقضية الهجرة التي تبدي الولايات المتحدة حساسية خاصة تجاهها لأسباب معروفة تتعلق بالمشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة في حدودها مع المكسيك، ولذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية تدافع عن هجرة قانونية ومنظمة وآمنة، وهو الموقف نفسه الذي تدافع عنه اسبانيا.
أما المسألة الثانية فتتعلق بالصحراء، وهنا أكدت وزيرة الخارجية الاسبانية أنها كانت دائما حذرة تجاه هذه القضية بالنظر إلى حساسيتها وثقلها بالنسبة إلى المغرب.
و قالت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية : نحن نريد حلا متفاوضا بشأنه في إطار الأمم المتحدة، وفي هذا الإطار، تؤكد الوزيرة، نحن مستعدون لدراسة أي حل يقترحه المغرب، دون أن تلعب اسبانيا دور الوساطة، لأن هذا الدور مكفول للأمم المتحدة، على حد قولها.