زنقة 20. الرباط
أكدت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، السيدة نزهة بوشارب، الجمعة بالرباط، على ضرورة تعزيز تعاون مبتكر لتحقيق مرونة وتنمية مستدامة في إفريقيا.
وأبرزت السيدة بوشارب خلال مؤتمر رفيع المستوى ترأسته إلى جانب رئيس المؤسسة الدبلوماسية، عبد العاطي حابك، تحت عنوان “إفريقيا في مواجهة أزمة كورونا: أي تعاون مبتكر لتحسين المرونة والتنمية المستدامة؟”، نظم بمناسبة يوم إفريقيا العالمي 2021 في مقر المؤسسة، التدبير الذكي الذي أبان عليه المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، للأزمة الصحية المتعلقة بـ”كوفيد- 19″، مشيرة إلى أن هذه الأزمة، على الرغم من تداعياتها، شكلت فرصة لاستخلاص العديد من الدروس، لا سيما فيما يتعلق بالتضامن العالمي وأهمية الابتكار.
وقالت السيدة بوشارب إن المغرب، وانسجاما مع رؤيته وانتمائه الإفريقيين، انخرط في إجراءات تضامنية لفائدة الدول الإفريقية في مواجهة هذا الوضع الاستثنائي، وذلك تجسيدا للمبادرة التي أطلقها جلالة الملك، باعتبارها نهجا ناجعا يروم التمكين من تبادل الخبرات والممارسات الجيدة وخلق إطار عملي.
وسجلت الوزيرة أن قطاع الإسكان والتعمير تأثر بالأزمة الصحية، لا سيما بسبب القيود المفروضة على التنقل، مشيرة إلى أن “التعاون كان أحد الركائز التي قمنا بتفعيلها خلال الأزمة”، لا سيما من خلال تنظيم عدد من الفعاليات التي أتاحت الفرصة لتعميق النقاش مع مختلف الشركاء.
وأكدت، في هذا الصدد، على أهمية السيادة في مجال التصنيع وتوفير الضروريات الأساسية، داعية إلى ضرورة إحداث نقلة نوعية في هذا المجال ورسملة التجارب الناجحة.
كما شددت الوزيرة على أهمية النموذج التنموي الجديد الذي تم تقديمه الثلاثاء الماضي لجلالة الملك، مستعرضة بعض الإصلاحات المهمة التي قامت بها المملكة، بما في ذلك ورش إزالة الطابع المادي وتبسيط المساطر وتعميم التغطية الاجتماعية.
من جهة أخرى، شكل هذا اللقاء فرصة للعديد من الخبراء الدوليين لطرح مواضيع مختلفة ومتنوعة تتعلق أساسا بالتدابير التي اتخذتها القارة الإفريقية في مواجهة كوفيد- 19 وتعزيز الابتكار، والتعاون من أجل تحقيق المرونة والتنمية المستدامة، وذلك من خلال تبادل المبادرات والممارسات الجيدة والخبرات، بالإضافة إلى إرساء دعائم عمل متكامل من أجل التعافي السريع.
وشدد المشاركون في هذا الحدث على أهمية قضية الإسكان خلال الجائحة، ولا سيما إجراءات الحجر الصحي، مؤكدين على ضرورة تحرير إمكانات قطاع التعمير لخلق الثروة.
وفي هذا السياق، أكدت السيدة بوشارب، في تصريح صحافي على هامش المؤتمر، أن تنظيم هذا الحدث كان فرصة لإعادة تأكيد انفتاح المغرب على القارة، وتقاسم الاستراتيجيات التي ينهجها المغرب لتدبير الأزمة الصحية، مع ممثلي الدول الإفريقية.
كما شكل اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على التجارب الوطنية المتعلقة بقطاع الإسكان والتعمير، وكذلك الوسائل التي مكنت المغرب من مواجهة تداعيات هذه الأزمة العالمية والانخراط في دينامية التعافي من الجائحة.
من جهته، قال السيد حابك، في تصريح مماثل، إن احتفال المؤسسة الدبلوماسية بيوم إفريقيا العالمي يهدف إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب، الذي رسم معالمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أن الإجراءات التي اتخذها جلالته قد عززت حضور المغرب في عمقه الإفريقي، لا سيما من خلال الزيارات العديدة التي أجريت في العديد من البلدان الإفريقية وإطلاق العديد من المشاريع التنموية لفائدة السكان المحليين.
من جانبه، أبرز عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي، محمدو يوسيفو أن التعاون وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين البلدان الإفريقية يكتسي أهمية بالغة في مكافحة تداعيات وباء كوفيد- 19، مشددا على ضرورة خلق مراكز أبحاث إقليمية كبيرة “لبلوغ إنتاج لقاحات خاصة بنا وتطعيم مواطنينا”.
وتميز يوم إفريقيا العالمي الذي يحتفي بالذكرى السنوية لتوقيع اتفاقيات منظمة الوحدة الأفريقية في 25 ماي 1963، بتنظيم العديد من الفعاليات من قبل مختلف الدول الإفريقية من أجل تعزيز التقارب بين شعوب القارة.