زنقة 20. الرباط
يعد الطريق السريع “تيزنيت – الداخلة”، الذي يندرج في إطار البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة، مشروعا هيكليا كبيرا بإمكانه تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي على نحو متزايد.
ويكرس هذا المشروع، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس بمدينة العيون في 2015، بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، نفسه كجسر لوجستيكي حقيقي بين المغرب وبقية البلدان الإفريقية، وأداة عبور وتواصل لفائدة تعزيز التنمية الاقتصادية على المستويين الإقليمي والقاري.
ويشكل المشروع كذلك نموذجا فريدا بإمكانه المساهمة بقوة في النهوض بالعلاقات المغربية – الإفريقية ودعمها على نحو متزايد، من خلال تأمين خط طرقي يربط بين شمال القارة وجنوبها، مما يمكن من إرساء علاقات مستقبلية أكثر متانة بين المملكة وجوارها الإفريقي وبناء تعاون جنوب – جنوب فعال وتنمية اقتصادية مزدهرة.
ويهدف المشروع، الممتد على مسافة أزيد من 1000 كيلومتر والذي يشكل جزء من مشروع إنجاز الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين تيزنيت والداخلة، إلى تشييد محور طرقي بمواصفات تقنية جيدة بين الأقاليم الجنوبية وباقي أقاليم المملكة، وتقليص المدة الزمنية للتنقل من وإلى أهم مدن الجنوب وتحسين السلامة الطرقية، وتسهيل نقل البضائع من وإلى مدن الجنوب عبر تحسين ربطها بمراكز الإنتاج والتوزيع الوطنية الكبرى.
وقال المدير الجهوي للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء بالداخلة، الحسن الربعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المقاطع الأربعة التابعة لجهة الداخلة – وادي الذهب من الطريق الرابطة بين العيون والداخلة تم الانتهاء منها في الآجال المحددة لها.
وأوضح السيد الربعي أن “هذا المحور الطرقي يمتد على مسافة 162 كيلومتر بين واد لكرع والداخلة بتكلفة إجمالية بلغت 391 مليون درهم، مع آجال تنفيذ تراكمية (52 شهرا)”.
وأكد أن جميع أشغال هذه المقاطع همت تقوية وتوسيع الطريق إلى 9 أمتار، وتوسيع قارعة الطريق من 6 إلى 7 م، مشيرا إلى أن المقاولات التي تم التعاقد معها احترمت المواعيد النهائية لتنفيذ الأشطر الأربعة.
وفي هذا الصدد، أوضح السيد الربعي أنه تم تشييد منشأة فنية في واد لكرع، بالإضافة إلى إنشاء ست محطات لتفريغ مياه الأسماك وثلاث باحات استراحة على طول هذه الطريق، مؤكدا أن أعمال التشوير الأفقي والعمودي قد اكتملت على مستوى المقاطع المذكورة.
من جهة أخرى، أشار السيد الربعي إلى أن هذا المشروع الكبير يهدف إلى الحفاظ على الموروث الطرقي بالجهة، وتزويد مستخدمي الطرق بمحور طرقي يستجيب لمعايير الجودة الدولية وتعزيز الخدمات اللوجستية للركاب والبضائع، من أجل المساهمة في التنمية السوسيو-اقتصادية وتجنب تعليق حركة المرور بسبب الفيضانات وتراكم الرمال.
وحسب المعطيات التي قدمتها المديرية الجهوية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء، فإن المقطع الأول من هذا المحور، الذي يمتد من واد لكراع إلى الجماعة القروية بئر انزاران على طريق طوله 44 كلم يهم أشغال توسيع وتقوية الطريق الوطنية رقم 1، التي تطلبت غلافا ماليا بلغ 112 مليون درهم، لمدة 14 شهرا.
أما المقطع الثاني، الذي يربط بين الجماعة القروية بئر انزاران والجماعة القروية العركوب (48 كلم)، فقد تطلب استثمارا إجماليا قدره 109 مليون درهم، لأجل تنفيذ بلغ 14 شهرا.
ويمتد المقطع الثالث الرابط بين جماعة العرقوب والنقطة الكيلومترية 40، على حوالي 35 كلم بتكلفة إجمالية قدرها 89 مليون درهم (12 شهرا)، بالإضافة إلى أشغال المقطع الرابع المرتبط بإنجاز مدخل مدينة الداخلة على مسافة 34 كلم (81 مليون درهم/ 12 شهرا).
ويشكل هذا المشروع الكبير، الذي يمتد على مسافة 1.055 كيلومتر بكلفة إجمالية بلغت حوالي 10 مليارات درهم، رافعة هيكلية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة وباقي القارة الإفريقية.
كما يندرج المشروع في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، ووزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية، وجهة العيون – الساقية الحمراء، وجهة كلميم واد – نون، وجهة الداخلة – وادي الذهب، وجهة سوس – ماسة.