زنقة 20 . الأناضول
قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو “لا ينتظر أحدًا من تركيا تقديم اعتذار (عن إسقاط الطائرة الروسية)، نحن لن نعتذر لأحد على حماية حدودنا، ونقدم الحساب فقط أمام شعبنا العزيز الذي منحنا المشروعية، في انتخابات الأول من نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي”.
وأضاف داود أوغلو، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة أمام الأكاديمية الدبلوماسية في العاصمة الأذرية باكو، “نحن استخدمنا حقنا المشروع في الدفاع عن النفس في مواجهة طائرة مجهولة الهوية، انتهكت مجالنا الجوي، وطبقنا قواعد الاشتباك المعروفة من قبل الجميع، ولا يمكن لأحد أن يلقي باللوم علينا لفعل ذلك”.
وتابع داود أوغلو “أقول للرئيس الروسي وجميع المسؤولين الروس، تعالوا لنتحدث وجها لوجه، وأدعوهم لعدم اللجوء إلى استخدام حملات إعلامية تذكّر بحقبة الحرب الباردة، والترويج لمزاعم من قبيل أن تركيا تدعم تنظيم داعش، إذا كانت هذه المزاعم صحيحة، فلماذا لم تطرح قبل 15 يومًا من الآن؟”(في إشارة إلى الفترة قبل تاريخ إسقاط الطائرة).
وأكد رئيس الوزراء التركي، أن تصوير الموقف كما لو أن تركيا هاجمت روسيا ووجهت لها طعنة في الظهر، غير صحيح، مشيراً أنه بالمقابل من حق تركيا في هذه الحالة أن تقول: إن الطائرة التي انتهكت مجالها الجوي، أيّا كانت هويتها، وجهت لتركيا طعنة في الصدر.
وأضاف داود أوغلو “برغم جميع التصريحات المحرضة، كررنا عدة مرات استعدادنا لجميع أنواع الحوار، وجاء لقاء وزير خارجيتنا بوزير الخارجية الروسي، أمس، في هذا الإطار، وتم تقديم عدد من المقترحات الملموسة”.
وقال داود أوغلو، إنه من غير الممكن أن تتحمل تركيا أو تقبل أو تتفهم، حملة التشويه ضدها، التي يقوم بها المسؤولون الروس عبر تصريحاتهم في قنوات التلفاز الروسية.
ولفت داود أوغلو أنه “لا توجد مشكلة بين الشعبين التركي والروسي اللذان قاما معا بتشكيل تاريخ أوروبا وآسيا”، مشيراً بالقول “الشعب الروسي شعب أبيّ نحترمه، وعلى الجميع أن يعلم أن الشعب التركي أيضا شعب أبيّ وينتظر احتراماً متبادلاً من الشعوب التي يحترمها”.
وعلى صعيد آخر، أكد داود أوغلو أن بلاده تقف دائما إلى جانب أذربيجان، مشيراً أنه في حالت بدأت أرمينيا عملية سلام لإعادة أراضي (إقليم قره باغ) إلى أصحابها في إطار سلمي، فإنه بإمكانها أن تنضم إلى التحالف بين تركيا وجورجيا وأذربيجان.
وفي الشأن السوري، قال رئيس الوزراء التركي، “نتشرف باستضافة إخوتنا السوريين، الذين هربوا من نظام وحشي، ومن منظمات إرهابية قاتلة ووحشية”، مشيرا إلى وجود حوالي 2.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، يمثلون ما بين 10 إلى 15% من تعداد الشعب السوري، قائلا إن تركيا تحملت وحدها تقريبا التكلفة الإنسانية للأزمة السورية، وناقش المسؤولون الأتراك ذلك مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي (في القمة التركية الأوروبية التي عقدت في بروكسل الأحد الماضي).
وأكد أن تركيا ستستمر دائما في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، والشعب الأذري يفهم ذلك جيدا، لأن من يهرب من أبناء الشعب السوري من القصف والاحتلال، يحتفظ لدى تركيا بنفس المكانة التي حظي بها مليون أذري اضطروا إلى ترك إقليم قره باغ (الأذري الذي تحتله أرمينيا).
تجدر الإشارة، أن أرمينيا تحتل إقليم “قره باغ” (غربي أذربيجان)، منذ عام 1992، ونشأت الأزمة بين البلدين عقب انتهاء الحقبة السوفيتية، حيث سيطر انفصاليون مدعومون من أرمينيا على الإقليم الجبلي، في حرب دامية راح ضحيتها نحو 30 ألف شخص.
ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، إلا أن المناوشات المسلحة على الحدود بين الفينة والأخرى، والتهديدات باندلاع حرب أخرى، ما تزال مستمرة، في ظل عدم توقيع أي من الطرفين على معاهدة سلام دائم.