زنقة 20 | وكالات
شهدت مدينة مينيابوليس، في ولاية مينيسوتا الأميركية، عمليات نهب ومواجهات بين المحتجّين وقوات الأمن، لليلة الثانية على التوالي، بعدما أدّى موت رجل أسود خلال توقيفه بعنف من قبل شرطيين إلى حالة غضب ودعوات إلى تحقيق العدالة.
ودعا قائد شرطة هذه المدينة، الواقعة في شمال الولايات المتحدة، المتظاهرين إلى الحفاظ على هدوئهم لتجنّب الفلتان. لكنّ صدامات وقعت ليلاً، وقام متظاهرون بإضرام النار في محلّ لبيع قطع الغيار للسيارات وبنهب محلّ تجاري.
في المقابل، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، كما شكّلت حاجزاً بشرياً لمنع المتظاهرين من عبور السياج الذي يحيط بمبنى المفوضية. إلا أنّ الحرائق وعمليات النهب تواصلت ليلاً، بالقرب من مركز الشرطة، وذلك فيما توفّي رجل بعد إصابته برصاصة بالقرب من تظاهرات، كما أعلنت الشرطة التي أوقفت شخصاً واحداً.
كذلك، جرت تظاهرات سلمية في مكانين آخرين في المدينة، خصوصاً في موقع موت جورج فلويد ـــــ الرجل الأسود البالغ من العمر 46 عاماً ـــــ خلال قيام الشرطة بتوقيفه بعنف، في عملية انتشر مقطع فيديو لها سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي لوس أنجلوس، أغلق متظاهرون لفترة قصيرة طريقاً سريعاً، كما قام بعضهم بتحطيم نوافذ سيارات الشرطة والصعود على سطحها.
في هذه الأثناء، ارتفعت أصوات في جميع أنحاء البلاد تطالب بإحقاق العدل، بينما طالبت عائلة جورج فلويد باتّهام رجال الشرطة المتورّطين بالقتل. وفيما طالب رئيس بلدية المدينة جاكوب فراي بنشر الحرس الوطني، فقد تساءل: «لماذا الرجل الذي قتل جورج فلويد ليس (موجوداً) في السجن؟». وأضاف: «لو كنتم أنتم أو أنا من فعل ذلك لكنّا الآن وراء القضبان».
بدوره، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تغريدة على موقع «تويتر»، أنه طلب من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) ووزارة العدل كشف ملابسات هذا الموت «الحزين والمُفجع». وقال واعداً: «أفكاري مع عائلة جورج وأصدقائه. سيتم إحقاق العدل».
كذلك، أدانت شخصيات عديدة العنف غير المبرّر الذي يمارسه رجال الشرطة ضد السود. وقالت السناتورة السوداء كامالا هاريس، المدّعية العامّة السابقة لولاية كاليفورنيا، إنه «عمل تعذيب» و«إعدام علني» في مجتمع يتّسم بالعنصرية.
أمّا نائب الرئيس السابق، جو بايدن، المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، فرأى أنه «تذكير مفجع بأن هذا ليس حادثاً عرضياً، بل جزء من دوامة من الظلم المنهجي الذي ما زال قائماً في بلدنا».
وأضاف أن هذه القضية تذكّر بملابسات مقتل إيريك غارنر في نيويورك في عام 2014. وكان هذا الرجل الأسود مات مختنقاً، خلال قيام رجال شرطة بيض بتوقيفه لاشتباههم في أنه يبيع سجائر مهرّبة. وأدّت هذه القضية إلى ظهور حركة «حياة السود تهم».