مؤتمر “البام”.. هذه سيناريوهات ما بعد مرحلة الباكوري

زنقة 20 . الرباط

يعيش حزب الأصالة والمعاصرة على وقع تجاذبات داخلية، إنطلقت مع إعلان المصطفى الباكوري، الأمين العام للحزب، عن تاريخ المؤتمر الوطني للحزب، أيام 22،23،24 يناير المقبل، حيث لا حديث داخل المقر المركزي للحزب بطريق زعير بالرباط، سوى عن هوية من سيخلف المصطفى البكوري على كرسي الأمانة العامة لـ”البام”.
ففي الوقت الذي يستعد فيه كل من المصطفى الباكوري للنزول من قيادة “الجرار” للتفرغ لرئاسة جهة الدارالبيضاء سطات وشغل منصب المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، وفق ما أوردتهُ مجلة أمريكية، ومحمد الشيخ بيد الله لشغل منصب سفير للمملكة في إحدى الدول الإسنكدلافية أو ترأس المجلس الملكي الإستشاري للشؤون الصحراوية، تجرى مشاورات عسيرة داخل الحزب حول من يُدبر المرحلة الإنتقالية ورئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، إذ تم طرح خديجة الروسي النائبة البرلمانية وعضو المكتب السياسي، ومحمد المعزوز رئيس قطب السياسات العمومية بالحزب.
ويبقى السباق محتدما حول منصب الأمين العام لـ”البام”، بين نائب الأمين العام ورئيس جهة طنجة الحسيمة إلياس العماري، المدعوم من طرف تيار “يساريِّي البام”، ورئيس جهة مراكش آسفي امحمد اخشيشن، المدعوم من طرف تيار “المحافظين” داخل الحزب، والذي يتخوف من أن يؤدي وصول إلياس العماري إلى الرئاسة إلى تغيير هوية الحزب وهيمنة اليساريين، وتحويله إلى هيأة يسارية، يفرض فيه اليساريون توجهاتهم.
وفي هذا الصدد، أشار مصدر خاص لـموقع “زنقة 20″، إلى إمكانية الدفع في اتجاه تمكين أحمد اخشيشن من الأمانة العامة لـ”البام”، باعتباره البروفايل المطلوب للحفاظ على التوازن داخل الحزب، بما يتوفر عليه من خبرة وعلاقاته الجيدة مع مختلف الهيآت السياسية، كما أنه يورد مصدرنا، عبدت له الطريق نحو رئاسة جهة مراكش قادما من الديوان الملكي، حيث وجد نفسه بدون منافس، وحضي بإجماع الأغلبية والمعارضة، في سيناريو ناذر أثناء تشكيل مجالس الجهات، وهو من كان قد جمدت عضويته في الحزب، عندما كان التنظيم الحزبي قد أعلن إنتقاله إلى صفوف المعارضة، حيث كان اخشيشن يشغل منصب وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر في حكومة عباس الفاسي.
وعاد مصدر موقع “زنقة 20″، ليشُدد على أن الزعيم القادم للحزب بيد إلياس العماري، الرجل النافذ والمتحكم في دواليب الحزب، بإعتباره المُتمكن من لعبة التوافقات و توزيع الأدوار بين أعضاء حزبه، إن لم يكُن هو نفسه، خاصة بعدما تخلى مؤخرا عن بعض قناعاته، وإنتُخب رئيسا لجهة طنجة تطوان الحسيمة، وهو من قال في وقت سابق أن المناصب والكراسي لا تدخل في دائرة اهتماماته، قبل ان يفاجئ أعضاء المكتب السياسي بقرار الترشح على الجميع خلال انتخابات 4 شتنبر 2015، وتفاجؤوا أكثر بسعيه إلى ترأس مجلس جهة طنجة تطوان وهو الذي كان يصرح علانية برفض الأضواء وبرفض جميع المناصب.
وسيجد إلياس العماري في حال قيادته لـ”الجرار” نفسه مضطرا لتبيان الهُويّة الحقيقيّة للحزب، التي طفت على السطح، بعد انتخابات مجالس الجماعات الترابية ومجالس الجهات ليوم 4 شتنبر. إذْ سيُطالب من لدن رفاقه يقول مصدر موقع “زنقة 20″، بإقرار “الحداثة والديمقراطية” كمذهب عام يحكم ممارسات لـ”البام”، وذلك لإنهاء الجدل الواسع لدى المهتمين بالحقل السياسي والمنابر الاعلامية بالمغرب٬ حول الهوية الفكرية والسياسية لحزب الأصالة والمعاصرة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد