زنقة 20. الرباط
من : يحيى أمين
قام الامين العام للامم المتحد بان كيمون رسميا يوم الاثنين 9 نوفمبر الجاري، بتعيين السيد “جمال بنعمر” كمستشار للامين العام للامم المتحدة في مرتبة نائب الامين العام للامم المتحدة.
الديبلوماسي المغربي “جمال بنعمر” الذي عمل كوسيط أممي في الملف اليمني والذي تم إعفائه من المهمة نظرا للضغوطات السعودية عليه، تم تعيينه في أعلى مناصب الامم المتحدة.
لقد تم الاعلان عن الخبر في الموقع الرسمي للامم المتحدة، حيث افاد ان السيد الامين العام للامم المتحدة بان كيمون قام يوم الاثنين،بتعيين جمال بنعمر كمستشاره الخاص في مرتبة مساعد الامين العام.
حسب المصادر الاعلامية البريطانية، الديبلوماسي المغربي جمال بنعمر تلقى عرض بالاشراف على الملف الليبي لتعويض الديبلوماسي الاسباني “برناردينو ليون” و اضافت ذات المصادر انه رفض العرض نظرا للعلاقة السيئة مع السعوديين رفض تولي الملف الليبي. الا ان تجربته القاسية في اليمن وعلاقته السيئة مع النظام السعودي الذي يتهمه بالانحياز للحوثيين مازال يعاني من آثاره.
التحق الاستاذ جمال بنعمر بالامم المتحدة سنة 1993، وشغل عدة مناصب في المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان، لبرامج الامم المتحدة للتنمية ثم في قسم العلاقات السياسية.
و كان من بين المؤسسين للجنة الامم المتحدة دعم السلام وانشاء مكتب دعم السلام الذي سيره و كان مبعوثا خاصا للامم المتحدة الى افغانستان و العراق.
و قبل الامم المتحدة جمال بنعمر عمل في مركز كارتر على ملفات حقوق الانسان والتواصل. وعمل في المنظمة العفو الدولية بلندن، كما كان مستشار لاكثر من 30 دولة في العالم في ملف دولة الحق و القانون، والحكامة ومعالجة الصراعات.
جدير بالذكر ان جمال بنعمر منحدر من منطقة الريف المغربي، كان معتقلا سياسيا في سجون النظام المغربي في عز سنوات الرصاص والجمر، حيث اعتقل حينما كان تليذا في إحدى ثانويات مدينة تطوان سنة 1976 بسبب تعاطفه اليسار المغربي، حيث ذاق أقسى صنوف التعذيب والتنكيل بالمعتقل السيئ الذكر درب مولاي الشريف بمدينة الدار البيضاء، وحكم عليه ظلما بالسجن لمدة 12 سنة، وأودع السجن المركزي بمدينة القنيطرة، و هناك قرر جمال بنعمر مواصلة دراسته، وحصل من داخل السجن على شهادة الباكلوريا، وبعدها الإجازة ثم شرع في التحضير للماجستير في العلوم السياسية بجامعة فرنسية على طريق المراسلة، وبعد ثماني سنوات أفرج عن جمال بن عمر على اثر تدخل أستاذه الفرنسي المشرف على رسالته والمقرب من الملك الحسن الثاني، في سنة 1983، و مكث بنعمر سنة في الرباط ليعود إلى تطوان التي صادف وجوده فيها مع اندلاع انتفاضة الريف في يناير 1984، ليتعرضمن جديد للاعتقال والتعذيب و التنكيل لمدة تفوق عشرة أيام، عندما أفرج عنه كان جمال قد حسم أمره بمغادرة البلاد بشكل نهائي، وبما أنه حرم من جواز السفر فقد قرر العبور إلى إسبانيا بشكل سري بحثا عن الحرية بدءا من فرنسا ثم انجلترا.