عن العار الآتي من السعودية
بقلم : صلاح الوديع
من الأشياء التي تؤذي وتؤلم أن نتعلم ترديد أشياء تهدر إنسانيتنا لا لشيء إلا لأننا مرة سمعنا فقيها شاردا يرددها بلا معرفة ولا منطق، حين يعتبر كل وفاة بمناسبة الحج هي علامة رضى من الله على عبده المتوفى…
مناسبة هذا الحديث الكارثة الجديدة التي وقعت اليوم خلال موسم الحج.
العشرات من بين الحجاج يفارقون الحياة وطئا تحت الأقدام ولا نجد بيننا إلا نادرا من يطالب بالتحقيق في مسؤولية الكارثة. بل لا يجد البعض منا ما يفعله سوى أن يبتهج لكون الضحايا ماتوا في البقعة المقدسة، فهم بذلك محظوظون…
يجمعُ المؤمن “تحويشة” العمر ليحقق أمنيته في إدراك الحج، وحين يسعفه الحظ يتعرض للدهس والوطء والموت تحت الأقدام. ويتسارعون ليقولوا: هو قدر الله. لقد كُتبت لهم الشهادة. ما هذا الهراء؟ هناك سببان رئيسيان يجب البحث في اتجاههما: دولة تعجز عن تأمين سلامة الناس على أرضها وفي مواعيد معلومة، وأشخاص هائجون “يتصارعون” لبلوغ التوبة ولو على جثث مؤمنين آخرين.. هذه هي الحقيقة.
في انتظار ذلك الرجاء مشاهدة الفيديو الذي يصفع فيه رجل شرطة أحد الحجاج خلال موسم هذه السنة…
ثم الرجاء تذكر حادثة الرافعة التي قتلت العشرات قبل اسابيع بسبب الجشع العقاري حول الحرم المكي والذي يقضي ببناء عمارات شاهقة حوله من أجل راحة كبار الأغنياء، عمارات غيرت ملامح المنطقة بشكل كامل، وقتلت الناس قتلة مفجعة…
في هذا الخضم تتوارى إعلاميا إلى الخلف الجريمة المبرمجة في نفس البلد والتي تقضي بقطع رأس الشاب علي النمر اليوم وصلب جثته حتى ينهشها الطير…