خبير مغربي لدى الجنائية الدولية: هيئة الحقيقة والكرامة التونسية حققت ما لم تحققها هيئة الإنصاف والمصالحة بالمغرب
زنقة 20. الرباط
انعقدت بتونس ما بين 09 و 15 يونيو 2019 ورشة عمل حول العدالة ما بعد النزاعات المسلحة عرفت مشاركة كل من سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، تونس والمغرب.
وتأتي هذه الورشة في سياق برنامج تقوم به أكاديمية الشرق الأوسط وشمال افريقيا من أجل تكوين وتطوير مهارات المدافعين عن حقوق الانسان في مجال العدالة الانتقالية ما بعد النزاعات المسلحة.
وقد شارك في هذه الورشة الخبير المغربي هشام الشرقاوي رئيس المركز المغربي للسلام والقانون والمنسق الإقليمي للشبكة الإفريقية حول العدالة الجنائية الدولية ومكافحة الإفلات من العقاب في شمال افريقية وذلك بدعوة من التحالف الدولي من أجل مواقع الضمير والذي يقوده المبادرة العالمية للعدالة والحقيقة والمصالحة.
وفي موضوع مكافحة الإفلات من العقاب في مراحل الانتقالات الديموقراطية التي عرفتها العديد من التجارب الدولية استعرض الأستاذ هشام الشرقاوي تجارب كل من الأرجنتين، اليونان، سيراليون، منبها الى دور مسلسل المساءلة كضمانة أساسية لعدم تكرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، ورادعا قانونيا لكل من يفكر في ارتكاب جرائم ضد الانسانية، وهذا حسب – تصريح الأستاذ هشام الشرقاوي لمنبر Rue20.Com ما لم يتحقق في تجربة العدالة الانتقالية في المغرب والتي اقتصرت على فلسفة التعويض المالي واستبعاد المساءلة مما ترتب عنه عودة نفس الممارسات السابقة في مجال انتهاك حقوق الانسان.
من جهة ثانية تم استعراض تجربة أمريكا اللاتينية خصوصا تجربة غواتيمالا في مسار التشريح الطبي واستخراج الجثث من المقابر الجماعية وهنا كذلك اعتبر الأستاذ هشام الشرقاوي بأن التجربة المغربية ارتكبت جريمة ثانية في حق ضحايا الاحتجاجات الاجتماعية وسنوات الرصاص بحيث تم استخراج جثث الضحايا في جنح الظلام منتهكين بذلك كل البروتوكولات الدولية المنظمة لهذا المجال.
وفي سياق آخر قام المشاركون في الأكاديمية بزيارة ميدانية لهيئة الحقيقة والكرامة التونسية حيث تم استقبالهم من طرف رئيسة الهيئة الأستاذة سهام بن سدرين التي رحبت بالمشاركين واستعرضت مجال اشتغال الهيئة والتحديات التي تواجهها.
وفي مداخلة للأستاذ هشام الشرقاوي عبر فيها عن مساندته للتجربة التونسية في شقها المرتبط بفتح ملفات الفساد والمساءلة الجنائية لكل المتورطين في انتهاكات الماضي وناشد أعضاء الهيئة بالتحلي بالتواضع وعدم المغالاة في رفع سقف طموح الضحايا والعمل على الترافع من أجل اقناعالفاعل السياسي للإنخراط في هذه الدينامية.