منار السليمي : بوتفليقة مجهول المصير و الجيش يجر الجزائر للمواجهة !
زنقة 20 | الرباط
حذر عبد الرحيم منار السليمي رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، الشعب الجزائري من مغبة تصديق الصور التي روجها الإعلام الرسمي الجزائري للرئيس بوتفليقة.
و قال السليمي في مقال أنه ” يمكن القول أننا أمام أكبر خديعة تمارس ضد الجزائريين ، فالصور التي عرضتها بعض القنوات التلفزيونية الجزائرية الرسمية تعبر عن مسرحية محبوكة بطريقة سينمائية منذ تغطية وصول وفد بوتفليقة من جنيف إلى صور الاستقبالات المزعومة التي نشرت أمس للرئيس بوتفليقة المجهول مصيره”.
و دعا السليمي ” المتخصصين في دراسة الصورة إلى فحص ومقارنة الصور التي يعرضها التلفزيون الجزائري منذ خمس سنوات ومقارنتها بصور أمس لبوتفليقة مع شخصيات مثل القايد صالح وبدوي ولعمامرة واويحيى ولخضر الابراهيمي، فالصور تبدو قديمة ومركبة بمشاهد جديدة”.
و أشار السليمي في هذا الصدد ، “إلى فحص وقراءة الزوايا التي التقطت منها الصور والانتباه إلى صورة بوتفليقة بالضبط التي يبدو أنها تعود إلى خمس السنوات التي مضت وبالضبط إلى ظهوره الأول بعد اصابته بالجلطة الدماغية ،ويمكن ملاحظة الطريقة التي يتم بها السلام على بوتفليقة حيث يبرز تركيب صور قديمة بلقطات جديدة”.
و اعتبر الخبير المغربي أن “المخابرات الجزائرية أخذت الوقت الكافي منذ انطلاق التظاهرات لوضع مشاهد محبوكة من شأنها أن تثير عاطفة الجزائريين وتسكت الأصوات المطالبة بالكشف عن وضعية الرئيس”
وبناء عليه يقول السليمي فإن ” مصير بوتفليقة يبقى مجهولا وكل الاحتمالات واردة بما فيها المعلومات التي راجت في نهاية غشت الماضي من مستشفى جنيف والغموض بخصوص ما جرى في مستشفى جنيف نفسه خلال الاسبوعين الماضيين”.
” لذلك ينبغي العودة إلى الصور التي عرضت على التلفزيون الجزائري التي من شأنها قلب كل المعطيات والتحليلات التي راجت ،فبوتفليقة لم يظهر منذ أزيد من سنة ومن الصعب جدا قبول الصورة التي عرضها التلفزيون الجزائري أمس على الرأي العام بتلك الطريقة” يقول الخبير المغربي.
و اعتبر السليمي أن “وراء الصورة يبدو العديد من الارتباك الحاصل ،اوله، ارتباك سياسي، فمحيط بوتفليقة يمرر أجندة الرسالة المنسوبة لبوتفليقة بكل مضمونها مع تأجيل الانتخابات، الشيء الذي يعني أن بوتفليقة المجهول المصير يستمر بدون انتخابات ويفرض كل اجندته على الجزائريين”.
الارتباك الثاني ، حسب السليمي ” دستوري إذ لا يوجد أي سند دستوري يعطي للرئيس إمكانية تأجيل الانتخابات وحتى استعمال المادة 107 لا تتوفر شروطه،بل إن رسالة بوتفليقة المزعومة وقعت في تناقص كبير لما أشارت إلى انسحابه لاسباب صحية”.
ذات الخبير و الاستاذ الجامعي أكد أن ” محيط بوتفليقة هنا مارس صلاحيات المجلس الدستوري في مرتين ولكنه حمل المجلس الدستوري مسؤولية أخرى هي انه لايوجد أمامه اليوم اي خيار إلا إعلان شعور مقعد رئيس الدولة، وهي المسألة التي لايمكن للمجلس الدستوري القيام بها بأن محيط بوتفليقة بتحالف مع القايد صالح يحكم سيطرته على جميع المؤسسات “.
“ويوجد ارتباك آخر قادم حول من سيدير البلاد بعد نهاية شهر ابريل ،وبعبارة واحدة ان محيط بوتفليقة مارس الحجر على الجزائريين إلى أجل لا أحد يمكن التكهن بمدة نهايته ،فالندوة الوطنية والنص التشريعي الخاص للجنة انتخابية والدستور الجديد تحتاج إلى سنتين على الأقل” يضيف ذات المتحدث.
و زاد قائلاً : ” ودخول لخضر الابراهيمي مثير للانتباه، فالرجل حضر في الأزمة السورية ولا احد يعرف الدور الذي كان يلعبه ،الشيء الذي يطرح علامات استفهام كبرى حول هذا الرجل الذي كان الكثير يعتقد أنه تقاعد وانتهى”.
“ويبدو من خلال ما جرى أمس أن ظهور لعمامرة في هذه المرحلة يبين بوضوح انه رجل التوافق بين محيط بوتفليقة وقايد صالح والنخبة الاقتصادية وهنا يظهر السيناريو القادم إذا لم تتطور الأمور نحو الانزلاق إلى المواجهة ،وهو أمر وارد ،أن يبدأ تهييء لعمامرة من الآن ليحل محل بوتفليقة والواضح أن ماجرى تصارعت فيه كل السيناريوهات وكان النظام الجزائري قريبا من تدخل الجيش وإنتاج النموذج المصري، وهذا لازال واردا” يختم السليمي تحليله.